مقالات

لو لم نتعلم معنى الوطنية لن تتوقف الحروب و المكايدات السياسية

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

 

لو لم نتعلم معنى الوطنية لن تتوقف الحروب و المكايدات السياسية

و للأوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستحق، وكثير مما قيل في حب وحق الأوطان، و ماذا يعني لنا الوطن، و الوطن هو الأرض التي نعيش منها و فيها و عليها، وقد ساوى المولى عز و جل أجر من يموت فداء له كمن يموت وهو يدافع عن عرض.

و هذا الأمر ليس بغائب على أي منا، لكن الذي يختلف عليه الجميع هو، *(ما هو الوطن)* و لعمري إن هذا هو مربط الفرس، فإن لم نتمكن من إجابة هذا السؤال و العمل بها لن ينصلح لنا حال و لن تتوقف الحروب والمكايدات.

إن اضعف حلقات الشعب السوداني تنحصر في التربية الوطنية السليمة، فغير القبيلة والجهة، واللتان تٰستخدمان، كأسلحة و وقود لبعض الجروبات، هناك صراع الاوطان ، وهو الذي اضر بنا كثيرا.

هناك العديد من الأوطان في الوطن السودان وفقا للخطأ الفادح في التربية الوطنية التي وجدت ان القبيلة و الجهة ترى ان السفر من مدينة الى مدينة غربة و دردرة قد اضعفت حلقة الوطن، فأجهزت على باقيها.

فمنذ الاستقلال و حتى الآن ولدت اوطان و ماتت، وكل وطن يولد على انقاض وطن، والوطن هو شهر، وهو ثورة ايا كان نوعها و حقيقة اسمها، فاعتبر النوفمبريون ان الذين استلموا السلطة بعد الاستقلال غزاة فارادوا ان يحرروا الوطن منهم، وكذلك فعل سكان اكتوبر و مايو و ابريل ويوليو وديسمبر وكذلك سيفعل سكان الكرامة و ما بعدها.

كل اهل شهرين وثورتين متعاقبتين يعتبر كل منهم الآخر غازيا باغيا يجب قتاله ودحره لآخر فرد و متعاطف.

الديسمبريون في معركة الاياب يعتبرون ان الكيزان وطن محتل لابد من قتاله وانتزاعه حتى من تاريخ الامة، واي كوز ندوسو دوس، لانه في معركة الذهاب قد قاتلهم و جردهم من وطن هو يعتبره له وهم يعتبرونه وطنا لهم هم فقط.

و عندما تسمع الاكتوبريات و ما يسمى بالاغاني الوطنية تظن اننا قد حررنا القدس، ونحن من مايو وفي مايو بعثنا من جديد. فالأغاني الوطنية لا تتعدى اصابع اليد الواحدة منها وصية جدودنا الزمان و انا سوداني انا و أنا افريقي انا سوداني التي انادي دوما بان تكون هي النشيد الوطني لانها تعبر عن الوطن تاريخا و جغرافية.

فأذا ما اردنا ان نطبق شعار لا للحرب و أن نعيش بسلام فيجب ان تختلف اجندة كل المبادرات والمنابر ودعوات وجلسات الحوار وأن يتم تعريف الوطن و ما هي حقوق وواجبات المواطنة فليس لحزب أو لكيان حق فوق حق الوطن وعلى حسابه، ويجب ان نبدأ من الآن في تنشئة الأجيال القادمة على ما هو الوطن وما هي الوطنية

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى