
لمصلحة من يتم تجاهل الاعلام الداخلي
دعوة كريمة تلقيناها خلال الايام السابقة من مفوضية العون الانساني لحضور فعالية تدشين وصول سفينة الاحسان بالميناء الجنوبي والتي كانت تحمل المساعدات الانسانية التركية المدعومة من هيئة الاغاثة التركية لشعب السودان بحضور السفير التركي الفاتح يلدز ومفوض العون الانساني الاستاذة سلوي ادم ومدير الميناء الجنوبي الاستاذ عبدالله حسين علي وعند وصولنا الي الموقع في الزمن المحدد تفاجانا بمنعنا من الدخول عند البوابة الرئيسية كصحفيين رغم ابراز هويتنا وكان معنا في التغطية التلفزيون القومي السوداني فتم منعه ايضا بحجة عدم وجود الاسماء للدخول .
وكم كانت دهشتنا عند وصول قناتي الحدث والعربية وبعض القنوات الخارجية الاخري ومراسليها تم السماح لهم بالدخول مباشرة فكانت اسماءهما مسجلة بالفعل فكان موقف غير كريم حذي في نفوسنا ودارت برؤسنا العديد من الاسئلة وعلامات الاستفهام فكيف يتم منع الاعلام السوداني من الدخول لتغطية فعالية رسمية داخلية ويسمح للقنوات الخارجية بالدخول في مرفق عام وحساس وقد سبق ان تحدثنا في مقالات سابقة ان وجود هاتين القناتين في المواقع الاستراتيجية يمثل تهديدا امنيا فقد لاحظنا ذلك من خلال تغطياتها السابقة في ولاية الخرطوم فما ان تزور منطقة او موقع الا ويتم استهدافه او تدوينه في اليوم الثاني او في المساء مباشرة وقد شككنا في رفع بعضهم للاحداثيات .
بعد تدخل احد النافذين في الامر السماح لنا بالدخول للتغطية وانطبق فينا المثل الشعبي الذي يقول (جدادة الخلاء الطردت جدادة البيت ) فهذا زمانك يامهازل فامرحي يمنع الاعلام الداخلي من حضور الفعالية في منشاة استراتيجية ويسمح بالدخول للقنوات الخارجية انها مهزلة للاعلام المحلي فمن يقف خلف كل ذلك .
هذا الموقف جعلنا نتساءل لمصلحة من يتم تغيب الاعلام الداخلي وتفضيل الاعلام الخارجي عليه ومع العلم هذه ليست المرة الاولي التي يحدث فيها . اسئلة متعددة لانجد لها اجابة من يحارب الاعلام الداخلي ويضع العقبات امامه أليس الاعلام السوداني هو من ساند القوات المسلحة ووقف معها في خندق واحد وخاطب العالم عبر الوسائط المختلفة وساهم في معركة الكرامة واذهل العالم بنجاحه وتفوقه علي اعلام التمرد الذي حشد الخبراء والتقنيين وتفوق عليه رغم قلة وفارق الامكانيات فنال احترام الجميع فهل هذا جزاه ان يعامل هكذا ويتم تفضيل القنوات الخارجية عليه والتي هي السبب الرئيسي فيما ينشر من الاخبار الكاذبة والمضللة والتي نقوم نحن هنا من خلال اعلام الكرامة بتفنيدها وافراغها من محتواها من اجل الوطن .
تفضيل الاعلام الخارجي والاهمال المتعمد للاعلام الداخلي يجعلنا نضع الكثير من علامات الاستفهام من خلال هذه المعاملة غير اللائقة ولم يتوقف الامر عند ذلك فحتي في اللقاءات التلفزيونية والحوارات لاستجلاء الحقائق يتم رفض مقابلة الاعلام الداخلي وتتاح الفرصة للقنوات الخارجية لمقابلة المسؤولين فماذا هنالك .
رسالتنا نرسلها للسيد وزير الاعلام الاستاذ خالد الاعيسر نعلم جيدا المهام العظيمة الملقاة علي عاتقكم ونقدر مجهوداتكم في سبيل الارتقاء بالاعلام بالبلد وبالذات في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والتي نامل اصدار القرارات التي من شانها ان تعطي الاعلام الداخلي قوته كما نامل من المسؤولين بالدولة اعطاء الاعلام الداخلي حقه ودوره وعدم تهميشه بتفضيل الاعلام الخارجي عليه فان كان لبعض القيادات راي في الاعلام الداخلي فهذه رؤية اخري سيكون لها مابعدها وستترتب عليها الكثير من المواقف اما التجاهل المستمر وتفضيل الاعلام الخارجي علي الاعلام الداخلي فهذا امر غير مقبول تماما فالاعلام يعتبر السلطة الرابعة الذي تعتمد عليه الدولة لمعرفة اماكن القصور والخلل لمعالجتها فكيف يتم التعامل معه بهذه الطريقة الغير لائقة والتي تعتبر غير كريمة في حق الصحفيين والاعلاميين من القنوات السودانية فنحن لا نطالب بمال ولا بمناصب بل اعطاء كل ذي حق حقه حتي نسير جميعا ونمضي بالبلد الي بر الامان في ظل الهجمات الدولية التي يتعرض لها الوطن والتي لم نسكت عليها وسنواجها بقوة مهما كانت قوتها وجبروتها ولن ترهبنا المسيرات التي صارت تضرب اماكن الكهرباء وصاريج الوقود بمدينة بورسودان لتزيد من معاناة المواطن .