البوكر السياسي العالمي
(البوكرجية) الآن ينتقلون من طاولة الى أخرى، و تعد طاولة مجلس الامن من اكبر و اشمل هذه الطاولات ، حيث يجلس كل (بوكرجي) منفصلا وخلفه أعوانه الذين يقدمون له اوراق النرد.
و لكل ادوات ربح وخسارة، مرة يقف مع هذا ومرة ضد ذلك و غدا ضد حليفه وفي صف خصمه، والهدف إن يربح هو، ولا يهمه ربح ال( مع) أو خسارة ال (ضد) تلك.
و ما بين ال (مع) وال (ضد)، قد لا يكلف الامر عند الكبار مجرد رفع اليد لقلب معالم الطاولة.
وحينما ينتقلون الى طاولات اصغر من تلك الطاولة يتوزع (القمرتجية)، كل خلف من يجعل نرده هو (الربحان)، فيصنعون المبادرات والآليات بحذاقة خبيثة لا علاقة بين ظاهرها وباطنها.
و قصة حدثت أيام نميري، في احد السجون الولائية، رواها احد النزلاء المفرج عنهم من سجن المدينة القريب من السوق.
وكان وقتها أن للذبيح أياما معينة في الاسبوع حددتها السلطات، وشددت على أن تكون هناك تسعيرة معينة للكيلو، وإن يكون الذبح داخل المسالخ، وكل من بخالف كل أو أي من هذه الاوامر يحاكم فورا ويزج به في السجن.
كانت ادارة السجن توفر اوراق الكتابة للمساجين الذين يلعبون الكتشينة (الحريق) للترفيه عن انفسهم، و الفورة ألف، و يتساقط من (العشرة) (الكيشة) و (الحظو نايم) ويواصل الفطاحلة
وكان المسجون يلعب، وتنقضي فترة سجنه، ويخرج، ويترك (اسكورو) 300 أو 500، وتاني يخرمج، ذبح خارج المسلخ متجنبا اتباع الاجراءات الصحية، أو يحيد عن الإلتزام بالأسعار أو أيام الذبيح، فيتم القبض عليه ومحاكمته والزج به في السجن مرة اخرى لمدة شهر أو شهرين أو ثلاثة اشهر.
فيرحب به الزملاء السابقين داخل السجن ويواصل اللعب في ذات (العشرة)، أو (القيم) الذي كان هو احد اركانه. وهكذا الحال داخل السجن له أو لغيره.
والآن دونالد ترامب يعود ويلحق (بالعشرة) التي تركها (شغالة) والفورة الف، وقد تدحرج بعض (الكيشة)، جمع كيشة، وهو ذو الإلمام البسيط أو حديث العهد بالشيء.
و الرجل يحسب من اللاعبين الرئيسيين في البوكر السياسي، وقد قرأ الملعب السياسي من الخارج وتبدل المواقف وموقف كل طاولات البوكر صغيرها وكبيرها.
و قد بدأ في اعداد اوراقه، لجمع المزيد خلفه وهو يرمي بالاوراق ورقة تلو الاخرى، منهم من يصفق ومنهم من يلتقط ما تقع خارج الطاولة ومنهم من يناوله كأسا تلو اخرى، ومنهم من (يصر) وجهه انابة عنه للمتحلقين حول الطاولة من خصوم، مزهووا بنصر يجد فيه نصرا.
المثلية، والحجاب، وبعض الكروت الاخرى التي تبدو في صالح الاسلام قد بدأ يلوح بها ترامب، فلو سمعه بن زايد، أو ناس قريعتي راحت لاوعزوا (لقجة) أو( شارون السوداني) بان يطلعوا في لايف و يهددوا بملاحقة (فيلول) امريكا واحتلال برج ترامب و تدوين وول استريت ومحاصرة البنتاغون ونشر سراوليهم في سور البيت الأبيض.
أيام تبقت ليستلم ترامب اوراق اللعب، قال لي صديقي سنين ممازحا وانا أروي له موضوع هذه الزاوية قبل كتابتها، اللهم انصر السودان باحد (الدبين) أو كلاهما ويقصد الدب الأمريكي والدب الروسي، دونالد بوتين.
قالها مرة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق ابان فترة توليه تلك الحقيبة و في محفل دولي، (لاتوجد هناك أخوة أو صداقات حميمة بين الدول انما هي مصالح مشتركة، فاينما تكون المصلحة تتشكل العلاقة، فتزداد أو تزول ببقاء أو زوال المصلحة).
فالدول التي تكشف عن ساق مصالحها تنال ما تنال حسب حد المعقول أو حد الابتذال. ورأس الرمح الخارجية والاعلام.