دموع الورد

كوارث الطبيعة .. تغير المناخ

دموع الورد : د. نوال خضر

 

كوارث الطبيعة .. تغير المناخ

المأساة التى عاشتها منطقة ابوحمد بولاية نهر النيل قابلة للتكرار فى اي منطقة من مناطق الولاية ، بل إنه سيناريو قابل للتكرار فى الولاية الشمالية كذلك ، وإذا طرحنا سؤال لماذا ؟ .

ستكون الإجابة بسيطة جداً وهي أن العالم يشهد تغيرات مناخية ، والسودان جزء من هذا العالم ، وعندما بدأت المؤتمرات تعقد ويتحدث المختصون فى مجال البيئة عن هذه التغيرات وما قد يصاحبها من ظواهر كان ينظر اليهم نظرة المثقفاتية الذين يتحدثون بمصطلاحات لاتشبه الواقع ، لذلك لم يكن هناك اهتمام بهذا الحديث ، بل أن الدولة فى أعلى مستوياتها لم تكن تهتم بالبيئة ،، وحينما افردت وزارة للبيئة كانت لترضية سياسية ، لكننا اليوم نعيش هذه التغيرات واقعاً .

لقد تحدثت قبلاً عبر إذاعة البيت السودانى عن ضرورة التكيف مع تغير المناخ وضرورة الخروج عن النمطية فى الزراعة خصوصاً ، لأن فصول السنة الأربعة لن تتغير لكن الذى سيتغير هي الأشهر التى ستأتى فيها ، وقد بدأ الجميع يلحظ أن هناك تغييراً فى اشهر الصيف والشتاء ، وهاهو الخريف يأتى ليثبت بالبرهان أن المناخ قد تغير وهذا التغيير لايتطلب فقط التفكير فى تغيير نمط المحاصيل الزراعة وإنما التفكير فى تغيير نمط الحياة والمبانى كذلك .

لقد إعتاد اهلنا فى الشمال البناء بالجالوص او الطوب الأخضر ( كما يسمونه) وذلك تفادياً لارتفاع درجات الحرارة العالية ولأن معدل الأمطار بسيط لايؤثر كثيراً على المبانى ، الآن اثبت الواقع أن البناء بهذه الطريقة لايحتاج الى كثير عناء مع معدلات الأمطار التى بدأت فى التزايد مع الوضع فى الاعتبار أن اندفاع المياه لايقاومه حتى البناء المسلح وهذا يتطلب أن يتفادي الناس البناء فى مجاري السيول .

ما اصاب ابوحمد كارثة حقيقة خصوصاً انها مناطق تعدين وإختلاط المياه بمخلفات التعدين ( الكرته) وماتحوية من مواد تستخدم فى التنقيب عن الذهب ربما يخلف اضراراً بيئية قد تضر بالانسان والحيوان لذلك لابد من المتابعة اللصيقة من المختصين فى مجال البيئة لهذه المنطقة وماقد ينجم من آثار لاحقة .

أسال الله ان يعوض من فقدوا ديارهم وأن يتقبل الشهداء الذى مضوا فى هذه الكارثة وأن يلطف بعباده .

يقين برس

صحيفة اللكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى