كلمة معالي وزير العدل رئيس الآلية الوطنية لحقوق الانسان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
متابعات

كلمة معالي وزير العدل رئيس الآلية الوطنية لحقوق الانسان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
نقف اليوم، العاشر من ديسمبر، لنحيي اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو يومٌ لا يمثل احتفالاً فحسب، بل هو تجديد للعهد وتأكيدٌ لا يتزعزع على المبادئ التي انبثقت عنها الإنسانية؛ وهي مبادئ الكرامة المتأصلة والحقوق غير القابلة للتصرف لكل فرد.
نقوم بذلك بينما يمر وطننا بأحلك الظروف وأصعبها؛ فالحبر الذي كُتبت به وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يكاد يجف أمام دماء الأبرياء التي تُسفك على أرضنا الطاهرة.
ان الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الأنسان هو تذكير مؤلم بالعدوان الذي. تتعرض له بلادنا بدعم من حكومة أبوظبي والذي أسفر عن كل تلك الانتهاكات الجسيمة والمروعة في حق المواطنين العزل والتي شهد عليها كل العالم
أن قواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى والقوات المشتركة والقوات المساندة يقاتلون اليوم دفاعا عن هذا الوطن ووجوده وسيادته، ويدافعون عن كرامةً الشعب السوداني الذي تعرض لأبشع أنواع الانتهاكات وأشكال العدوان الخارجي بدعم مباشر من حكومة ابوظبي مستخدمين هذه المليشيا الإرهابية والمرتزقة الذين لا يحملون في عقيدتهم سوى الدمار والقتل وقد ارتكبوا. وما زالوا يرتكبون منذ الخامس عشر من أبريل 2023م جرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية في حق الشعب السوداني، وارتكبت كل تلك الجرائم بشكل ممنهجً واتسمت بالهمجية والوحشية المطلقة،
إن الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، واستهداف النساء والأطفال والشيوخ والنازحين بأفظع الصور، ليست مجرد خروقات، بل هي جرائم ضد الإنسانية، تُرتكب بدم بارد، وافتخار مشهود، وشهادة عيان على سقوط أخلاقي لا يمكن السكوت عنه، أو نسيانه.
لقد تحول حق شعبنا في العيش بسلام إلى حق في الدفاع عن النفس، والعرض والمال، ومن قبل ذلك عن الوطن ترابه، وهويته، وحضارته، وارثه الممتد في اعماق التاريخ، وهو حق مقدس كفله القانون الدولي، والمواثيق الإنسانية.
إن وزارة العدل، والمؤسسات العدلية، تعمل اليوم أكثر من أي وقت مضى كـالدرع القانوني الواقي، والضمانة الأخلاقية الحامية لهذا الوطن. فبينما يدافع أبطالنا عن الأرض بالبندقية، فإننا ندافع عن مبادئ الحق بالعدل والقانون.
إن رسالتنا واضحة وثابتة، نعمل على رصد وتوثيق كل تلك الانتهاكات الشنيعةً، والجرائم المروعة، التي تعرض لها شعبنا، وعرضها بكل المحافل الداخلية، والإقليمية، والدولية، ومحاسبة ومسائلة مرتكبيها أمام القضاء الوطني، والدولي، وملاحقة الدول الداعمة وعلى رأسها حكومة أبوظبي، أمام اجهزة العدالة الدولية، ونعمل على ان لا يفلت الجناة من العقاب، بدء من قيادات المليشيا الارهابية، وانتهاء بكل من دعمها، أو ساندها، أو أيدها بأي وجه من الوجوهْ،
حماية الضحايا، وتوفير سبل الانتصاف، والحماية القانونية، والدعم النفسي للضحايا، تتصدر أولوياتنا الآن، وخصوصاً لفئات النساء والأطفال وكبار السن، الذين تعرضوا لأبشع الانتهاكات. إن العمل على جبر الضرر هو التزامنا تجاههم.
نعمل على ترسيخ دولة القانون، حتى في أشد الأوقات اضطراباً، لن نسمح بغياب القانون نتيجة لهذا العدوان وسنستمر في العمل لضمان تطبيق إجراءات العدالة الناجزة وتفعيل المؤسسات، لأن دولة القانون هي الرد الأقوى على الإرهاب .
في هذا اليوم، نوجه تحية إجلال وإكبار لقواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى والقوات المساندة لها ولشعبنا الصامد الذي يواجه الإرهاب بكل صنوفه وهمجيته ويتمسك بحقه في الحياة والحرية. إن صمودكم ليس مجرد مقاومة عسكرية، بل هو صمود ثقافي وقانوني وأخلاقي سيسطره التأريخ بأحرف من نور.
لقد أرادوا لنا الهزيمةً والهوان ولكنا بفضل الله وبفضل رجال القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والقوات المساندة لها وعزيمة شعبنا انتصرنا على ذاك العدوان وسيستمر هذا النصر بإذن الله حتى القضاء على هؤلاء الارهابيين وسيكون النصر الحقيقي حين نقدم كل هؤلاء المجرمين للعدالة انصافا للضحايا وتحقيقا لدولة. القانون التي تضمن حقوق الإنسان للجميع دون تمييز أو تفرقة،
سنتذكر دائما التزامنا بأن الحق والعدل لن يهزم أمام الباطل،
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والعافية والشفاء العاجل للجرحى، والحرية للمأسورين، والعودة الآمنة للمفقودين، والعدل والإنصاف للضحايا وأسرهم.
تحيا بلادنا حرة كريمة، وشعبنا ابي بطل.






