مقالات

رسالة منا الى بعضنا بعد عام وسبعة أشهر من الحرب

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

 

رسالة منا الى بعضنا

بعد عام وسبعة أشهر من الحرب

لزوم الحمد واجب في الخير والشر، فقد مررنا بخير كثير، منه، العافية، الستر، المال، الذرية، رضاء الوالدين، العمل الطيب الصالح والادوار الأيجابية نحو مجتمعاتنا.

كما أن هناك نصيب فينا من الانفاق في سبيل الله زكوات وصدقات، و كفارات عما ارتكبنا من معاص بالمرض والابتلاءات، لتكون تذكرة عبور و تذكرة لمن حاد عن الطريق حتى يعود الى جادته.

و ما زال الله يحبنا. و مازال الابتلاء قائما و الحب بقدره موجودا، فما اعظمك ربي، و ما ارحمك بنا وأنت تعيننا للوصول الى ذلك المحفل الجميل، والبدايات الجميلة لحياة لا تنتهي أبدا، فيها ما لا اذن سمعت ولا عين رأت.

و في رحلة الكفارات والتذكير تلك محبة من المولى عز وجل لنعود اليه. و لا ننكر أننا قد حدنا عن جادة الطريق، وكل من يقرأ هذا الكتاب فليجلس مع نفسه صادقا يسألها ويرد عليها، لا علينا، هل هو في الطرق الذي يؤدي الى حيث مكان الاحتفاء والاحتفال العظيم الذي أعده المولى عز و جل بشكل يليق به وبدرجة حبه لضيوفه؟.

و نحن نستذكر قصة نبي الله موسى مع القدر الذي تقمص هيئة الرجل الصالح، نتأكد و نتذكر ان الله سبحانه وتعالى أراد إن يعلمنا من بعض علمه ما يخفف به علينا مصائبنا، ويكون بطاقات تأهل للقائه العظيم. فأرانا بالدليل القاطع أن ما رآه نبي الله موسى عليه السلام شرا كان وراؤه غير ما رأى، و هو نبي خصه الله دون الأنبياء بأن أسمعه صوته، و ما اعظم ذلك، فما استطاع موسى ان يكمل المشوار و وقف عند ثلاثة مشاهد فقط كانت كافية.

وقد خصنا الله دون خلقه بمحبة خاصة بابتلاء عظيم لم يحدث لغيرنا لأننا أمة يتحدث غيرها عن غالبيتها بأن لها من الصفات ما تدعوا للفخر و الغزل فيها، كالشجاعة والكرم وحب الخير للغير وحفظ الحقوق والعروض، أمة توشحت بالصدق والامانة والزهد واحترام الكبير والصغير وتقدير الشيوخ والنساء والاطفال وكل الفضائل التي تربينا عليها حتى أصبحت جزءا من سلوكنا الحياتي.

أمة غار اعداؤها فاغاروا عليها من كل الطرق مستخدمين كافة الاسلحة المتخصصة لتغويض كل صفة وابدالها بضدها، حتى لو كان الفناء هو الحل.

وصبرنا، وامتحننا الله بكل هولاء الغزاة، و امتحنهم ايضا واعوانهم بما سولت لهم انفسهم كيدا بنا، و كل مايزداد البلاد نزداد حسنات ويغوص الاعضاء في الجنوب والسيئات.

من ماتوا لنا بأي سبب يقع تحت دائرة هذا الابتلاء، فقد رفعه الله درجة ووهبه صفة الشهادة ليكون أقرب مسافة من لقائه وهو يحصد درجات آعلى من موته في غير هذه الظروف، وما فقدنا من اموال وانفس بقدر عدم الفقد تزداد الحسنات وبطاقات التأهل للقاء لدالمولى عز وجل. وفيه تزكية للنفوس واقتصاص لحقوق و ذي توب اغترفناها وكان الافضل لنا أن تتخلص منه تبعاتها هنا بتلقى الله بمحجة بيضاء.

امتحننا الله وابتلانا ليعلم غيرنا، والقصر منا كيف يكون العبور الى الله بالعفو والصفح ومساعدة الغير والتكافل و الاحساس بنعم الله، و تعلمنا إلا نكون تبعا وإن نميز الصالح من الطالح وإن نتدبر امورنا كلها ، والتدبر هو التمحيص و امعان العقل فيما نحن عليه و فيه.

والحمد لله كثيرا أن من الخير الكثير الذي حدث لنا أن جلسنا مع انفسنا ليكون سلوكنا ومسلكنا بعد هذه المحنة ليس كقبلها على مستوى الأفراد والجماعات، و في كل مناحي الحياة العامة والخاصة بما فيها الجانب السياسي، ولماذا لا يكون الله قد إراد إن يبعد عنا من سيهلكوننا جميعا إن تقدموا صفوفنا.

والحمد لله الذي ارانا نصيبنا في تداول الايام، والحمد لله اننا اجتزنا الإمتحان والحمد لله على ما إراد و يريد.

يقين برس

صحيفة اللكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى