
السجن الكبير…. والسجان الظالم (2)
قال تعالى في سورة الذاريات – الآية 5 : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )، ان كان طوعا أو كرها، و قد بين لنا كل التفاصيل و عواقب الخواتيم، و اخبرنا عز و جل ايضا بتعهد ابليس بان يغويننا اجمعين.
إن الذي يريد ان يتعلم التخطيط الاستراتيجي فالقرآن يقدم دورات مكثفة يستنبط منها العلماء والخبراء مقاصدهم وسيل أكل عيشهم تحت مسميات مختلفة.
فلأي طريق بداية و نهاية وخط سير ومحطات وتحديات و حلول وكلها معلومة، و هناك اسباب للوصول للنهايات وعبور التحديات كما علمنا القرآن الكريم.
و لأننا تفتقر للتخطيط الاستراتيجي في إي من ضروب و دروب الحياة العامة والخاصة نكون اكثر عرضة لهذه السجون موضوع زاويتنا.
القضاة، و وكلاء النيابة والسجانون والعسكر الذين نقصدهم ما هم إلا نحن أنفسنا، اما السجون فما اكثرها لأننا نحن الذين نبدع في بنائها لنتوزع عليها متنقلين من سجن الى سجن.
قد يكون السجن فكرة بلا هوية أو قصة بلا مضمون أو اثم بعزة أو اصابة بجهالة أو ذنب بلا استغفار أو اتباع ضلالة بضلالة.
فلا تحبس نفسك في خيار واحد دون التأمل في عواقبه ومقارنته بالخيارات الاخرى في شتى مجالات الحياة، إما شاكرا أو كفورا، ولا تعتز باثمك.
و لا تتبع من يوهمك بانه على حق دون تدبر حتى لا ينسف عجلكم ويلقى به في اليم، ولا تسجن نفسك في قضية يتنازعها الساسة كما الجيفة لمصالحهم الذاتية تحت ذات المسمى دون الغوص اكثر في عمق الحقيقة لترى ما يخفى عنك.
ولا تستكين لما ينقل لك من وعن الآخرين فربما الناقل فاسق يرمي بك في اتون الندم.
ولا تسجنن نفسك في ونسة (جنبات) يشد أليها الرحال بحجة ملء الفراغ وكل مواضيعها اكل لحوم اخواننا ميتون.
ولا تدع التفاخر والتباهي والمشي في الأرض فرحا مرحا محبسا لك حتى تقع في عدم محبة الله لك.
ولا تجعلن نفسك رهينه للسعي وراء عروض الناس قولا أو فعلا، فلك عرض وبين الناس مثلك من يسعون.
فخذوا من الكتاب والسنة خارطة الطريق لعلكم تفلحون.