
غابات سنار تعظيم سلام
لا يخفى على كائن من كان تعرض قطاع الغابات الى عمليات قطع جائر أدت الى إضمحلال مساحات الغابات المحجوزة فى السودان ولا سيما أن هناك بعض الجهات النظامية تمارس عمليات القطع الجائر بالغابات مما يفتح شهية المواطن لممارسة مزيدا من القطع (الهبتلى) وهناك بعض النظاميين عندما يتحدث معهم عمال وموظفى الغابات عن الجهة التى يتبعون لها يقولون أنهم يتبعون لله مباشرة وهم يرتدون الزى الرسمى مما يصعب مهمة عمال الغابات فى ممارسة عملهم وكنت أظن أن الضعف فى قانون الغابات حتى يوم أمس*.
حينما تم القبض على معارف لى وهم يحملون عشرون جوال فحم بصورة غير رسمية بغابة عبل محلية أبوحجار وتمت عملية فتح بلاغ وحجز العربة والمنتج الغابى وتم فتح بلاغ جنائى عليهم وتابعت هذا الموضوع بنفسى لأتأكد من عملية تطبيق نصوص قانون الغابات وبالفعل طلب صاحب العربة تسوية إدارية وعمل التسوية حق يعطية قانون الغابات لمدير غابات الولاية وتمت مضاعفة عدد المنتج المقبوض علية ٢٠ جوال × ٢ تدفع كغرامة يضاف إليها ٥٠٪ من قيمة العربة وتم تقييم الغرامة بمبلغ عشرة مليون وأربعمائة ألف جنيه و ١٠ ٪ من هذا المبلغ تدفع للمحكمة كرسوم تدفع نقدا ثم يصادر المنتج المقبوض عليه ويطلق سراح العربة وفى حال العجز عن السداد تصادر العربة والمنتج*.
من خلال هذا السرد يتضح أن قانون الغابات يستمد قوته من نصوصه روحا ونصا لكن تبقى المشكلة فى آلية التنفيذ والذين نفذ عليهم هذا الحكم مواطنين أخطأوا ودفعوا ثمن خطأهم فى تهريب ٢٠ جوال فقط وهناك جهات نظامية تقوم بعمل (كمائن الفحم) داخل الغابات وينتجون آلاف الجوالات من الفحم من دون تصديق او إجراءات رسمية وحينما يسألون عن الجهة التى يتبعون إليها لإتخاذ الإجراءات يقولون نحن نتبع لله*.
إن ارادت الدولة ممثلة فى وزارة الزراعة والغابات الحفاظ والمحافظة على ما تبقى من الغطاء الغابى يجب تمكين مصلحة الغابات لوجستيا وتوفير سيارات الدفع الرباعى وتكوين شرطة خاصة تسمى بشرطة حماية الغابات مع العلم أن الذين يتم تعيينهم لحراسة الغابات جميعهم خفراء اعمارهم تتجاوز الستين عاما وما فوق ويجب أن تطال نصوص هذا القانون افراد وجماعات القوات النظامية ويجب أن يكون قانون الغابات مثل الموت لا يستثنى أحدا أبدا لا يفرق بين نظامى أو مواطن وليكن الجميع سواسية أمام قانون الغابات وأمام أى قانون آخر*.
هناك بعض المواطنين لا يعرفون نصوص قانون الغابات وآخرين إرتبط مصدر رزقهم فى هذه الحياة بالإحتطاب والجمع والإلتقاط وعلى إدارة الغابات عمل برامج تثقيفية وتوعوية لرفع ثقافة المواطن العادى وأن يكون المواطن ذات نفسه أداة من أدوات حماية الغابات كثروة قومية يجب المحافظة عليها ومثلما إهتمت الدولة بالحياة البرية وكونت لها قوات شرطية خاصة يجب أن تكون قوات شرطية مهمتها حماية الغابات ونشر ثقافة حمايتها وإعادة زراعة المساحات المتعدى عليها ومشوار المليون ميل يبدأ بخطوة واحدة*.
نـــــــــــــص شــــــــــــوكة
*بالرغم من أن معارفى المحكوم عليهم بقانون الغابات يوم أمس فى حلوقهم غصة من الحكم عليهم إلا أننى كنت سعيد لتطبيق هذا القانون وسيكون هذا الحكم رسالة فى بريد المجتمع المحلى ويبقى التحدى فى المساواة فى تنفيذه من دون تمييز على كل من تعدى على الغابات*.
ربــــــــــــــــع شــــــــــــوكة
*التحية لإدارة غابات ولاية سنار على وجه العموم ولغابات محلية أبوحجار على وجه الخصوص لتطبيقهم لقانون الغابات ويجب ان لا يكون تنفيذه على الضعيف فيهم فقط*.
yassir.mahmoud71@gmail.com