
رسالة إلى المدير العام الثامن عشر للغابات
سيادة المدير العام،
السلام عليكم ورحمة الله،
• يُروى أن ليوناردو دافنشي بدأ مسيرته بإعادة رسم لوحات من سبقوه، قبل أن يشق طريقه المتفرّد.
• وهكذا، فإن خير بداية لكل قائد أن يستلهم ممن سبقوه، فيقتدي بنجاحاتهم ويتفادى أخطاءهم.
• وأنت تتسلم اليوم الأمانة كمدير عام الغابات الثامن عشر، أمامك إرث 17 مديراً تعاقبوا منذ عام 1902، تراكمت عبرهم الخبرات وتشكّلت المدرسة السودانية في إدارة الغابات.
• لكن الغابات اليوم تواجه نكستها الأخطر.
• فقد طال الدمار بنيتها التحتية وكوادرها، فيما تجاوزت الخسائر المادية 13.5 مليار جنيه في بعض أقل الولايات تضرراً.
• وفي ولايات أخرى، تراجع المورد الغابي بين 60% و80%.
• هذه الأرقام تعكس هشاشة الوضع المؤسسي الراهن، في ظل التحديات التي تمر بها البلاد حالياً.
• وهي تحديات لا تأتي من الداخل فقط. فقضية سد النهضة، مثلاً، أغفلت الجانب البيئي، خاصة تأثيره على الغابات النيلية، درّة الغابات السودانية ومناطقه الرطبة.
• ومع ذلك، نؤمن أن كل أزمة تحمل بذرة نهضة جديدة.
• وقد علّمتنا التجربة أن الغابات لا تنهض إلا بعد الأزمات الكبرى.
• فقد دخلت هيكل الدولة عقب الغزو التركي، ونُظمت إدارياً مع الحكم الثنائي.
• وما صارت هيئة مستقلة ألا بعد زلزال 1985 السياسي.
• واليوم، أمامك الفرصة لتجعل من هذه الأزمة نقطة انطلاق جديدة.
• إن ملف إعادة الإعمار فرصة تاريخية لإعادة بناء ما تهدّم، واستنهاض الكوادر.
• وهو أيضاً طريق لاستعادة الدور الحيوي للغابات في المناخ والمياه والغذاء والحد من الفقر.
• الإرث عظيم، والثقة فيك كبيرة، وبالعزيمة والاعتماد على الذات ستظل الغابات سنداً للوطن ومورداً للأجيال القادمة.
• وكما نهضت الغابات من قبل، فهي قادرة أن تنهض اليوم بأيدينا.
• وفقكم الله وسدد خطاكم في حمل هذه الأمانة الثقيلة، وجعلها بداية نهضة جديدة للغابات السودانية.
وتفضلوا بوافر التقدير والاحترام