مقالات

رسالة مفتوحة إلى وزيري الغابات والمالية

بقلم : د. عبد العظيم ميرغني


رسالة مفتوحة إلى وزيري الغابات والمالية

السادة الوزراء،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

لماذا مخزون استراتيجي وقائي للصمغ العربي؟

• المخزون الاستراتيجي للسلع الزراعية والحيوية يعد أداة أساسية لضمان سبل العيش، ودعم التجارة والتنمية، وحماية البيئة، وتعزيز ثقة الأسواق.

تايلاند أنشأت مخزوناً وقائياً للأرز مكّنها من الحفاظ على سمعتها كمورد موثوق، ومنع المشترين من اللجوء إلى منافسين وقت الشح، وضَمِن للمزارعين أسعاراً عادلة.

الهند أسست مخزوناً للقمح والأرز ساعد على استقرار الأسعار، وتنفيذ برنامج الأمن الغذائي للفقراء، ومنع المجاعات في سنوات الجفاف.

إثيوبيا نجحت بمخزونها الغذائي الطارئ في مواجهة المجاعات والتخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية.

السودان يملك مخزوناً استراتيجياً من الحبوب الغذائية، يهدف إلى تأمين الأمن الغذائي الوطني ومواجهة أي طوارئ أو نقص في الإنتاج.

• واليوم، في ظل الحرب الحالية وشح الإنتاج المتوقع، يصبح المخزون الاستراتيجي للصمغ العربي ضرورة قصوى لاستقرار الأسعار، وحماية المنتجين والمستهلكين، وضمان الإمداد، وتعزيز ثقة المستوردين، ودعم الأمن الغذائي والبيئي.

• وهو ما سبق أن بُحث عملياً بين مارس 2005 ومارس 2006 حين عقدت الهيئة القومية للغابات سلسلة اجتماعات إقليمية في إنجمينا وأبوجا والخرطوم للتوافق على مبادئ وآليات إنشاء مخزون استراتيجي للصمغ العربي.

• المبادرة اقترحت تمويل المشروع وفق الوزن الإنتاجي للدول الثلاث المنتجة (السودان، نيجيريا، تشاد)، مع إلزام المستوردين والمصنّعين والمستهلكين بالمساهمة في التكلفة.

• وكان للمبادرة خلفيات عملية، إذ إن المناخ غير المواتي في السبعينيات والثمانينيات تسبب في عجز عالمي في الصمغ العربي وارتفاع أسعاره، الأمر الذي دفع المستهلكين إلى اللجوء للبدائل الصناعية.

• باجتياح الجراد عام 1992 لجزام الصمغ العربي تعرضت جهود السودان لانتكاسة كبيرة، فتراجع الإنتاج إلى أحد أدنى مستوياته، قبل أن يتعافى لاحقاً ليقترب من 50 ألف طن في 1995.

• لكن خفض أسعار التصدير وتكاليف تخزين الفوائض أضعفت العائدات وأضرّت بالمنتجين، مما ساهم في تدهور حزام الصمغ وتصاعد مخاطر التصحر والهجرة.

• التجربة السابقة للاحتفاظ بمخزون استراتيجي عبر شركة الصمغ العربي لمدة عقد لم تنجح بسبب التكاليف الباهظة التي تحملتها الشركة وحدها.

• ولذلك طالبنا آنذاك بإجراء دراسة لتحديد حجم المخزون ومواقعه ومصادر تمويله، وأبدت الفاو استعدادها لدعمه بمشاركة الدول الثلاث، فيما عبرت منظمة AIPG عن رغبتها بالمساهمة المالية.

• أليس الوقت اليوم مناسبًا لإعادة الكرة عبر دراسة برنامج تعاون فني جديد مع الفاو، يمهّد لإنشاء مخزون استراتيجي للصمغ العربي؟

• السودان، كأكبر منتج ومصدر رئيس للصمغ العربي، مسؤول عن الحفاظ على سمعته كمورد موثوق، مع تطوير الإنتاج والتسويق لدعم كسب عيش شريحة واسعة من المواطنين

• ويجدر التذكير بأن الصمغ العربي، كونه محصولاً استراتيجياً مصدراً للعالم، يحتاج إلى حماية دائمة، وإلا فإنه معرض للانقراض كما حدث مع عشرات الأصماغ الطبيعية الأخرى، ما يجعل اتخاذ الإجراءات الوقائية أمرًا ضروريًا للحفاظ عليه.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،

مهني غابات متقاعد

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى