إقتصاد

رسالة إلى وزير الغابات– المرتقب

بقلم : د. عبد العظيم ميرغني

رسالة إلى وزير الغابات– المرتقب

معالي السيد الوزير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

• “الأرقام لغة الكون” كما قال غاليليو، وهي المفتاح لفهم الواقع وصناعة القرار.

• ولكن كما أشار رئيس وزراء بريطانيا في القرن التاسع عشر بنجامين دزرائيلي، فإن الإحصاءات يمكن أن تُستغل على نحو مضلل إن لم تُقرأ بعناية، فهناك أكاذيب، وأكاذيب بشعة، وإحصاءات — ‘There are lies, damn lies, and statistics’.

• ومن هنا تأتي أهمية تزويدكم بصورة واضحة عن الواقع الغابي في السودان، وبالإحصاءات الموثوقة، قبل استلام مهامكم بعون الله.

• مساحة الغابات والمناطق الشجرية في السودان، 85.9 مليون هكتار، تشكل معاً 34.5% من مساحة البلاد عام 2020، مقارنة بنسبة 20 – 30% في الدول النامية، و31 % عالميًا.

• الغابات وحدها حوالي 30 مليون هكتار (15.8% من مساحة البلاد)، المحجوز منها 12.3 مليون هكتار، ما يعادل 6% فقط، وهو أقل بنحو 70% من الهدف الوطني البالغ 20%..

• الملكية والاستخدام الحكومي من الغابات 97.7%، مقارنة بـ 2.3% ملكية خاصة.

• نصيب الفرد من الغابات 0.4 هكتار، أقل من المتوسط في الدول النامية البالغ 0.5 هكتار، والعالمي البالغ 0.64 هكتار.

• الفقدان السنوي للغابات نحو 174,400 هكتار (2015).

• ما بين الستينيات والتسعينيات زادت المساحات الزراعية على حساب الغابات من 1.7 إلى 14.4 مليون فدان، بينما انخفض إنتاج المحاصيل من 2.1 مليون طن إلى 1.9 مليون طن، نتيجة إزالة الغابات وتدهور التربة.

• نحو 3.6% من الغابات يتأثر سنويًا بالحرائق بينما ما يحترق فعليًا 0.7%.

• تعتمد عشرات مئات كمائن الطوب ومئات الآلاف من دوكات العواسة والكوانين في السودان على الطاقة التي توفرها الغابات.

• وفي ظل ندرة الغاز حالياً، مقابل كل أسطوانة غاز سعة 12.5 كيلو جرام توفر الغابات 3 جوالات فحم، ويكفي هذا مؤشراً في إسهام الغابات في الطاقة القومية.

• بجانب اسهامه في الطاقة، يضم قطاع الغابات 154 نوعًا من النباتات غير الخشبية تُستخدم في الغذاء، الصناعات اليدوية، والطب الشعبي.

• مئات الآلاف من الأدوات —مثل الفؤوس، الطواري، السروج، العصي، العكاكيز، المفاريك، الكنش، المساويك، البنابر، البروش، الطلح، الشاف، القفاف، والزرائب، توفرها الغابات.

• نحو 15 شجرة تُوفّرها الغابات لبناء كل قطية، بما في ذلك أعمال الصيانة الدورية.

• تشكل الغابات، ومنذ ستينات القرن الماضي، سندًا أساسيًا في إيواء عشرات معسكرات النازحين واللاجئين.

• في ولاية النيل الأبيض حالياً، 10 معسكرات لجوء، تؤوي أكثر من 500 ألف لاجئ اليوم.

• يضم معسكر واحد، مثل معسكر الطنيدبة، نحو 10 آلاف من قطية وكرنك، ويستهلك كل فرد في المعسكر حوالي متر مكعب من الخشب سنويًا.

• منذ عام 1985، فقدت غابات شرق السودان نحو 700 ألف فدان نتيجة إزالة اللاجئين، بينما لم تتجاوز جهود مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتعويض هذه الخسائر 10%.

• نحو 30–40% من المراعي عالميًا تقع داخل الغابات أو بمحاذاتها، وفي السودان، حيث تبلغ مساحة المراعي الطبيعية نحو 68.6 مليون هكتار (35.6% من مساحة البلاد)، تشكل الغابات عنصرًا أساسيًا في المراعي الموسمية للقطعان.

• عالميًا توفر الغابات موائل لحوالي 80% من الثدييات و70% من الطيور، وفي السودان تدعم أكثر من 150 نوعًا من الثدييات والطيور والزواحف.

• عالميًا تؤوي الغابات نحو 75% من المياه العذبة، وفي السودان تسهم في حماية التربة وتنظيم تدفق الأنهار وتقليل التبخر بنسبة 10–30%، بما يحافظ على رطوبة التربة والمياه الجوفية.

• نحو 1.2 مليار دولار سنويًا هو متوسط إسهام الغابات في الاقتصاد القومي، منها حوالي 692 مليون دولار للمنتجات غير الخشبية، و379 مليون دولار لحطب الوقود، ونحو 83 مليون دولار للأخشاب ومواد البناء.

• كما يوفر القطاع نحو 15% من فرص العمل في المناطق الريفية.

• ومع ذلك، قدّرت وزارة المالية مساهمة الغابات في الاقتصاد القومي بنحو 3.3% فقط، نتيجة تجاهل السلع غير الرسمية والمنافع البيئية.

• تمويل الغابات في الدول النامية، يأتي من 41% دعم خارجي، 33% خزانة عامة، و26% موارد ذاتية، في المقابل لا تتجاوز مساهمة الخزانة العامة في خطة التنمية القومية لغابات السودان 1% فقط.

• يقتصر نشاط القطاع الخاص في السودان على تجارة منتجات الغابات، ولم ينجح سوى مشروع واحد فقط في الاستمرار، لكنه توقف عن العمل رغم صدور 16 قرارًا يقضي باستمراره.

معالي الوزير

• لا يمكن النظر إلى واقع غابات السودان بمعزل عن التوجهات العالمية. فقد اعتمدت الأمم المتحدة الخطة الاستراتيجية للغابات (2017–2030) بأهداف ستة، من أبرزها زيادة الغطاء الغابي العالمي بنسبة 3%، أي ما يعادل 120 مليون هكتار، بحلول عام 2030.

• ومن هذا المنظور، فإن السودان مدعو ليس فقط لإيقاف التدهور واستعادة ما فقد، بل أيضاً للانسجام مع هذا الجهد الدولي والمساهمة فيه بما يتناسب مع إمكاناته وموارده الغابية.

• إن الوقت قد حان لتبني رؤية وطنية طموحة واستراتيجية متكاملة لإدارة الغابات يعيد لها مكانتها كركيزة للأمن الغذائي والاستقرار البيئي والتنمية المستدامة، ويضمن استدامتها للأجيال القادمة.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

مهني غابات متقاعد

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى