
الهم الوطني.. بين (جار النبي) و(جارالنبي)
في زمان مضى كنا نجتمع ( ثلة) من السياسيين والاكاديميين ومجموعة من الدبلوماسيين و(قليل) من الاعلاميين في منزل اخونا محمد عبد الله جار النبي كل يوم جمعة بعدالصلاة الجمعة في منزله في بحري الصبابي. ان لم يكن خارج البلاد
ومحمد عبد الله جار النبي له باع طويل في العمل مجال البترول وله شركة معروفة تعمل في هذا المجال اسمها (كونكورب) بل وصل الى ابعد من ذلك ولديه مصفاة صغيرة في منطقة المستودعات بالشجرة وله إعمال في ذات التخصص خارج البلاد وهو اسم معروف لاهل الاقتصاد و السياسة والاعلام.
نأتي كل يوم الجمعة من مساجد متفرقة من مسجد جامعة الخرطوم ومن مسجد القصر الجمهوري و من مسجد سيدة سنهوري لنلتقي في منزل (جارالنبي) وما بين تناول الغداء وصلاة العصر ومابعدها يكون حديث الساعة في السودان أو في العالم العربي هو موضوع النقاش بين تلك المجموعة الحاضرة في تلك الجلسة وغالبا مايكون الهم الوطني هو الحاضر في معظم تلك الجلسات ،ونخرج برؤى وافكار تعين كل صاحب تخصص في النظر الى موضوع النقاش من زاويته.
ومن طرائف تلك الجلسات اراد جار النبي ان يقدم الدكتور جعفر ميرغني وهو استاذ بجامعة الخرطوم وله اهتمام كبير في علوم الحضارة السودانية اراد ان يقدمه ليصلي بالحضور اماما في صلاة العصر ولكن د.جعفر قال له انت صاحب البيت فإلتقط منهما الحديث فقلت للدكتور جعفر ميرغني هو صاحب الدار و(جار النبي) فهو أولى بالصلاة فتزاحمت الابتسامات على الافواه تفاعلا مع هذا القول.
و(جار النبي) من الأسماء المنتشرة في السودان وهي تعبير صادق وحي لاهل السوداني في حب النبي صل الله عليه وسلم ،و (جار النبي)قد تحمل عدة معاني منها انه يكون جار النبي في آعلى( الجنان) وهي أمنية توقر في القلب ويصدقها العمل وهي بذات الصفات كالايمان.
ويكون جار النبي معنى آخر بان يكون ملتزم بالمنهج النبوي في سائر حياته وهذا المنهج قد يحقق الأمنية الأولى ليكون (جار النبي). في الجنة
تذكرت أيامنا الخوالي في منزل محمد عبد الله جارالنبي صاحب شركة كونكرب لاعمال البترول في الصبابي ببحري ونحن نجتمع في منزله كل يوم جمعة نناقش الهم الوطني.
تذكرت تلك الأيام ونحن نلبي دعوة من الاخ سعود جار النبي في شندي وهو مثل جار النبي في الخرطوم. والفرق بينهما الاول تخصص في أعمال البترول والثاني تخصص في أعمال التجارة العامة في شندي ،وكانت دعوة سعود جار النبي في يوم الخميس السابع والعشرين من رمضان والخميس( ترفع) فيه الاعمال ويوم السابع والعشرين (تنزل) فيه ليلة القدر.
وبعد الافطار جلس الجميع وهم اصحاب تخصصات مختلفة من رجال أعمال وقيادات في الشرطة والجيش وقيادات في الخدمة المدينة واطباء ومهندسين وقيادات اهلي وشعبية وزملاء دراسة وغيرهم تجمعوا عند سعود (جارالنبي) في منزله بشندي كما كنا نجتمع عند محمد عبد الله (جار النبي) في الصبابي في الخرطوم بحري، وكان الجامع بين جلسات جار النبي في( الخرطوم) وجار النبي في (شندي) وهو (الهم الوطني) تحدث اصحاب التخصصات المختلفة كل فيما يليه من علم وعمل وخبرة وتجربة الى جاء نداء اذان العشاء ليقطع الحديث وبمثل ماجئنا الى منزل محمد عبد الله جارالنبي ببحري الصبابي من مساجد متفرقة.وها نحن اليوم نخرج من منزل سعود جار النبي في شندي الى مساجد متفرقة لاداء صلاة العشاء والتراويح.
والجامع بين محمد عبد الله (جارالنبي) في بحري الصبابي و(جارالنبي) في شندي هو كرم الضيافة والعمل على خدمة الأخرين.او كمال الشاعر
انا ( الجار ) لا (زادي) بطيء عليهم
ولادون (مالي) في الحوادث باب