مقالات

اعادة اعمار الصندوق القومي للامدادات الطبية ( 2 ) 

اخر العلاج : خالد فضل السيد

 

اعادة  اعمار الصندوق  القومي  للامدادات  الطبية ( 2 )  

استجابة لرغبة العديد من المواطنيين والعاملون بالقطاع والحقل الصحي والمرضي اصحاب الامراض المزمنة المهتمين بشان توفير الدواء والمستلزمات الطبية الذين تواصلوا معنا سواء عبر الاتصال المباشر او وسائل التواصل الاجتماعي مبدين قلقهم وتخوفهم من الضرر الذي اصاب الصندوق القومي للامدادات الطبية وعدم تطرق المسؤولين بالدولة بكافة مستوياتهم لامر اعادة تاهيله خصوصا بعد تحرير ولاية الخرطوم وعودة الامان لها نكتب في ذات الشان مرة اخري وباستفاضة املين ان يلتفت المسؤولين الي هذه القضية التي تهم كل قطاعات الشعب السوداني .

ياتي الاهتمام المتعاظم من المواطنيين بهذه المؤسسة العريقة والهامة بعد عودة السكان لولاية الخرطوم مرة اخري وبالذات من المرضي واصحاب المرضي المزمنة

الذين يشترون ادويتهم ومستلزماتهم الطبية منها حيث توفره لهم باسعار في متناول اليد في ظل الارتفاع الجنوني و المتزايد للادوية من الشركات الخاصة والصيدليات التي تعمل في هذا المجال والتي استغل بعضها الوضع واصبحت تزيد في الاسعار باستمرار مما جعل اسعار الادوية غير ثابتة وكل يبيع حسب هواه كل تلك الاسباب مجتمعة جعلت الاهتمام يتزايد باعادة تاهيل الامدادات الطبية باعتبارها قطاع حكومي غير ربحي .

اعادة اعمار وتاهيل الامدادات الطبية اصبحت واجب ضروري ومهم خصوصا في هذه المرحلة التي بدا فيها المواطنيين يعودون الي ديارهم في ولاية الخرطوم مما يعني عودة الاكتظاظ السكاني .

عودة الامدادات الطبية الي سابق عهدها يمثل هدف استراتيجي باعتبارها ريكزة من ركائز الامن الدوائي لتوفير الادوية والعلاجات للمرضي بولاية الخرطوم والسودان عامة مما يجعل الاهتمام بها واجب وطني لاعادة سيرتها الاولي في ظل الخراب والتدمير الذي لحق بها جراء انتهاكات مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها .

استهداف الامدادات الطبية لم يكن وليد اللحظة بل قديما فقد ظلت الامدادات الطبية محل استهداف دوما من اصحاب المصالح داخليا وخارجيا فداخليا من مافيا الدواء ومن يعاونهم في تنفيذ المخطط فهي تعتبر فرصتهم الوحيدة الان للانقضاض عليها وخارجيا الان وفي ظل هذه الحرب قامت به وتنفذه مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها بطرق ممنهجة ومدروسة وفق المخطط الخارجي الذي يهدف الي تخريب وتدمير المنشاءات الحيوية والاستراتيجية خصوصا في الفترة الاخيرة بعد خسارة مليشيا الدعم السريع المتمردة في الميدان وانتصارات القوات المسلحة عليها اذ اتجهت تلك الدوائر الخارجية الي تنفيذ الخطة البديلة وهي خطة استخباراتية لتدمير وتخريب المنشاءات الحيوية بالدولة .

استهداف الامدادات الطبية ليس بجديد عليها

فقد ظلت منذ ازمان بعيدة تناضل من اجل البقاء وقد خاضت ومازالت حروبا ضروسة ومؤامرات شرسة من مافيا الدواء التي همها الارباح والتكسب من معاناة الاخرين ولكن بفضل الله ووقفة العاملون بها فشلت تلك المخططات و ظلت الامدادات الطبية شامخة لا تتاثر باي معوقات ومضت في تطورها ونهضتها حتي اصبحت رقما لايمكن تجاوزه بالدولة في القطاع الصحي .

وياتي استهداف الامدادات الطبية لاهميتها الاستراتيجية للدولة في توفير الامن الدوائي ومخطط تدمير الامدادات الطبية وتذويبها ليس بالجديد فقد حدث ذلك في السنوات السابقة مرات عديدة تعرضت فيه لهجمات الخصخصة لكن الوقفة الصلبة والقوية للنقابة والعاملون بها في تلك الفترة بجانب المخلصين من ابناء الوطن من الدستوريين والمسؤوليين افسد ذلك المخطط الخبيث .

تعددت الكثير من المحاولات لتدمير الامدادات الطبية عبر بعض النافذين لكنها فشلت جميعا وعادت الامدادات الطبية اقوي مما كانت عليه بل تطورت واستصحبت معها التطور التكلونوجي والتقني العالمي في تخزين وحفظ وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية التي تباع باسعار زهيدة في متناول يد المواطن مما جعلها تحصل علي شهادة الايزو العالمية في عهد مديرها السابق الراحل المقيم دكتور مندور المهدي والذي كان له الفضل في انشاء فروع الامدادات الطبية بالولايات ( الدواء الدوار ) والتي مازالت شامخة حتي اليوم تقدم خدماتها للمواطنيين خصوصا في هذه الفترة بعد تخريب المليشيا للامدادات الطبية بالخرطوم وكل هذا يعتبر قلادة شرف في صدر العاملون بهذا المرفق الحيوي وقد استكمل هذه النجاحات من قبله ومن بعده مديرها السابق الراحل المقيم دكتور بابكر عبدالسلام الحاج الذي كان له الفضل في ( انشاء مصنع سودان شنغهاي للادوية ) بدخول الامدادات الطبية في شراكة مع دولة الصين في هذا المصنع باعتبارها ممثلا لحكومة السودان ومازال المصنع قائما وقد ساهم في توفير مختلف انواع الادوية بالبلاد .

الامدادات الطبية هذا المرفق الحكومي ظلت تقدم خدماتها للمواطن دون كلل او ملل خصوصا المرضي الذين فتحت لهم الامدادات الطبية نافذة لتلقي طلباتهم بخصوص الادوية النادرة التي لاتوجد بالسودان فيتم جلبها لهم خصيصا من الخارج .

ولم تتوقف الامدادات الطبية في توفير الادوية والمستلزمات الطبية فقط بل ظلت تواصل دورها الطليعي في خدمة المواطن وذلك بتوفير ادوية الوبائيات المختلفة التي توفرها سنويا بكميات ضخمة احطياطيا في حالة حدوث اي وباء مفاجئ بالبلاد في اي وقت سواء في موسم الخريف او في الصيف ( السحائي ) فالقطاع الخاص بصفته ربحي لا يستطيع توفيرها بحجة ان هذه الادوية قد تباد في حالة عدم حدوث وباء لانتهاء صلاحيتها وقد تدخله في خسائر لذلك لايوفرها وتقوم بتوفيرها الامدادات الطبية بصفتها مرفق حكومي والتي تتحملها الدولة هنا وحدها وذلك حفاظا علي السلامة العامة للمواطنيين .

كل تلك الاعمال الجليلة والانجازات والتطور الضخم الذي تشهده الامدادات الطبية من اجل خدمة المواطن والبلد جعلها محل استهداف مستمر من الحاسدين ومن تجار الدواء الذين لهم مصالح في عدم نهضة الامدادات الطبية التي تعتبرها سببا في قلة ارباحها في تجارة الادوية .

حتي تتضح الرؤيا لكيفية اعادة الاعمار لهذه المنشاءة الحيوية نتمني ونامل ان نسمع راي المسؤولين وذوي الاختصاص في هذا الشان .

ورسالتنا من هنا نرسلها بذات الخصوص للسيد والي ولاية الخرطوم الاستاذ احمد عثمان حمزة ودكتور جبريل ابراهيم وزير المالية والاقتصاد الوطني والدكتور هيثم محمد ابراهيم وزير الصحة الاتحادية الذين نعلم تماما انهم يضعون الوطن في حدقات العيون ويهمهم امر المواطن .

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى