
الهلال الأحمر ولاية نهر النيل عطاء إنساني بلا حدود
افرزت حرب الخامس عشر من أبريل واقعاً جديداً على السودان والسودانيين وفرضت تحديات كبري على قطاعات تحملت أعباء فوق طاقتها منها المنظمات الطوعيه والمنتسبين اليها ، مرت بخاطري وانا استمع إلى سرد مفصل عن أهم إنجازات الهلال الأحمر خلال العام 2024م الكثير من الأحداث والكوارث التى تصدي لها الهلال الأحمر بولاية نهر النيل والتى كنا شهوداً لبعضها ، فالمواقف التى وقفها المتطوعين والموظفين تدل على روح الفريق الواحد والقدرة على البذل والعطاء بل وقد تصل إلى التضحية بالروح فى بعض الأحيان وليس أدل على ذلك من كارثة الفيضان التى حلت بمنطقة ابوحمد والتى سبق فيها الهلال الأحمر حتى الجهات الرسمية وقدم العون والمساعدة فى إجلاء المتأثرين مما كان له الأثر الكبير فى تخفيف حجم الكارثة .
اما دعم المتأثرين بالحرب من الوافدين للولايه ففي هذا قصص تروي من التعامل الانساني لمتطوعي جمعية الهلال الأحمر .
ولاية نهر النيل من الولايات التى لم يكن لها نصيب من عطاء المنظمات لذلك تعد جمعية الهلال الأحمر من أقدم الجمعيات الطوعيه التى عملت بالولايه وكان دورها ينحصر فى التدريب والإسعافات الأولية والرعاية الصحية بجانب درء آثار السيول والفيضانات، لكن التحدي الكبير الذي واجهته الجمعية هو موجة النزوح التى شهدتها الولاية فى فترة الحرب والتى ظلت فى تزايد مستمر فكان لابد من وصول المساعدات الإنسانية حيث كان الهلال الأحمر حاضراً بمتطوعيه الذين يفوق عددهم الخمسة عشر ألفاً يتوزعون على كل مدن وقري الولاية ، ومن ثم كان التعاون مع جمعيات الهلال الأحمر بعدد من الدول العربية والغربية ثم كانت الشراكة مع برنامج الغذاء العالمي ، كل هذه المجهودات كان نتاجها إمتصاص الصدمة بالنسبة لمتأثري الحرب واستقرار الولاية .
حقيقة ما قدمته جمعية الهلال الأحمر بولاية نهر النيل من مجهودات وافكار خلاقه تم عرضها فى فيلم وثائقي مشوق من خلال المنتدي الإعلامي الأول للجمعبة والإيضاحات التى قدمها المدير التنفيذي للجمعية وإجابته بكل اريحية على اسئلة الحضور يستحق الثناء فبرغم الضغط الكبير على الجمعية فى تقديم الدعم للوافدين إهتمت الجمعية بالتوثيق لإنجازاتها وتقديم خدمات صحية لمواطني الولاية من خلال مشروع العيادات الجواله، وفى مجال التوعية والتثقيف جاء مشروع السينما الجوالة ، كما كان للمناخ نصيبه من المشروعات من خلال مشروع تقليل مخاطر الكوارث والتكييف مع التغيرات المناخيه والذي جاء ضمن واحدة من الشراكات الذكية مع الصليب الأحمر السويدي بجانب مشروع المياه فى صميم العمل المناخي والذي يهدف لتعزيز إدارة الموارد المائية لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخيه .
واحدة من إشراقات الهلال الأحمر بولاية نهر النيل خلق الشراكات الذكية مع المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية وتفعيل التعاون الوثيق مع المنظمات المحلية والدولية لتلبية احتياجات المجتمع خصوصاً فى ظل الحرب التى لازال المواطن السوداني يعاني آثارها السالبه ، ويواجه الهلال الأحمر السوداني عموماً تحديات عديدة في توفير المساعدات بشكل مستدام ومن بين هذه التحديات نقص التمويل، والتحديات اللوجستية بسبب البنية التحتية التى تضررت جراء الحرب فى ولاية الخرطوم وبعض الولايات الأخري ، وبرغم ذلك يستمر الهلال الأحمر بولاية نهر النيل في العمل بلا كلل من أجل تحسين حياة الناس وتقديم العون للوافدين للولاية ، مما يعكس القيم الإنسانية العميقة التي تأسس عليها ليكون أحد الأعمدة الأساسية للعمل الإغاثي في البلاد فالتحية لكل العاملين بالهلال الأحمر من أعلى هرمه مروراً بكل إداراته وحتى أصغر موظف ، والتحية لكل متطوعي الهلال الأحمر على امتداد ولاية نهر النيل لما يبذلونه من مجهود يفوق الوصف وحقق شعارهم .. عطاء بلا حدود .