
إنتهاكات المليشيا للحياة البرية وصمة عار ستلاحق داعميها
من خلال المنبر الاعلامي لوزارة الداخلية ( ادارة قوات الحياة البرية ) والذي اشرفت عليه وكالة السودان للانباء حقيقة صدمنا للنتائج الحزينة التي اوردها وذكرها وزير الداخلية خليل باشا سايرين واللواء عصام الدين جابر حقار مدير عام الحياة البرية بالسودان عن الانتهاكات التي قامت بها مليشيا الدعم السريع تجاه الحياة البرية في المحميات الطبيعية وغيرها من الاماكن التي تتواجد بها هذه الحيوانات والطيور المختلفة .
ماتعرضت له حديقة ومحمية الدندر من جرائم بقتل الحيوان وتخريب مواقعه جرائم لايمكن السكوت عليها لانه يعتبر عمل ممنهج يعاقب عليه القانون المحلي والدولي .
اذ تاتي هذه الانتهاكات الممنهجة من قبل المليشيا بغرض حرمان السودان من ميزة هامة وهي السياحة بالذات في محمية الدندر .
ويعتبر السودان من الدول القلائل في العالم الذي يتمتع بجمال الطبيعة وسحرها نتيجة لتعدد المناخ واختلافه في معظم ولاياته والذي كون بيئة جاذبة لمختلف انواع الحيوانات البرية والطيور المهاجرة التي تاتي في مواسم معينة في محمية الدندر فكان السياح ومحبي الطبيعة و الصيد داخليا وخارجيا ياتون اليها لاشباع رغباتهم في الاستمتاع بالطبيعة او الصيد فاصبحت سببا في السياحة وجلب الزوار ولكن للاسف لم يستفيد السودان من هذه الميزة التي تعتبر لدي الدول الاخري مورد اقتصادي هام قامت بتطويرها لتواكب احدث النظم العالمية من حيث توفير سبل الراحة للزوار وياتي السبب في ذلك لاعتماد السودان علي موارد اخري متعددة .
مناخ السودان كان سببا في وجود العديد من الحيوانات المختلفة فكل ولاية تختلف من حيث التضاريس والمناخ عن الاخري مما ساهم في وجود اعداد مختلفة من الحيوانات والطيور في ولاية عن الاخري .
تاتي اهمية الحياة البرية لفوائدها المتعددة اقتصاديا وعلميا وتعليميا وترفيهيا هذا خلاف الموارد المادية التي ترفد بها الخزينة العامة من خلال السياحة او عبر الصيد او الرحلات الفردية والجماعية للاجانب خارجيا والمواطنيين هاوين الصيد داخليا .
ولاهمية المحميات الطبيعية وحماية الحيوانات والطيور اهتم المستعمر البريطاني بها منذ دخوله البلاد فاولاها عناية خاصة وانشأ وحدات عسكرية لحماية الحيوانات وظهر ذلك من خلال محمية حديقة الدندر التي تم انشاؤها في العام 1935م .
وفي هذا الصدد لعبت قوات حماية البرية دورا هاما في المحافظة علي هذه الحيوانات والطيور من الانقراض بفضل الحماية التي توفرها لها هنالك اذ ان قواتها منتشرة علي مدار الساعة عبر الدوريات المتحركة والراجلة مما ساهم في منع الصيد الجائر والتعدي علي تلك المواقع التي اصبحت تحكمها قوانين واتفاقيات دولية تهتم بالمحافظة علي الحيوانات والطيور النادرة من الانقراض .
فهذه القوانين الدولية التي تحكم طرق التعامل مع الحيوان والطيور وحمايتها اصبحت ملزمة لجميع الدول خصوصا التي لديها العديد من الغابات والاماكن التي تاوي مختلف الحيوانات والطيور اذ لابد من التقيد بهذه القوانين والاتفاقيات الدولية فعن طريقها يتم جلب العون الخارجي لتعمير هذه المحميات او علاج هذه الحيوانات بطرق علمية سواء عبر المنظمات او الفرق الطبيه المحلية والخارجية والعلمية التي تزور المواقع باستمرار مع العلم ان اكل هذه الحيونات وعلاجها والمحافظة عليها امر مكلف ماديا مما يتطلب تكاتف الجهود محليا ودوليا للمحافظة عليها وحمايتها .
لكن بالرغم من تلك القوانين الصارمة لحماية الحيوانات والمحمية نجد هنالك مخاطر مازالت قائمة وتهدد هذه المحميات وتتمثل في السكان المجاورين لها بتلك المناطق حيث يقومون بالزراعة الجائرة وقطع الاشجار والرعي الجائر فدخول الحيوانات الاليفة الي المحمية من شانها ان تنقل الامراض لحيوانات المحمية من البهائم او الكلاب التي تكون مع الرعاة والتي قد تجلب امراض السعر وكذلك الحرائق التي يتسبب بها هؤلاء الرعاة فبعضهم بعد ايقاد النيران للطعام لايقوم باطفائها ويتركها هكذا مما تتسبب في الحرائق التي تفتك بحيوانات المحمية او هروبها الي دول الجوار .
لكن من المحاسن والايجابيات في مجال حماية الحيوان والطيور ان هنالك رجال اعمال وهاويين يقومون بتربية الحيوانات البرية بطرق رسمية وقانونية حيث يقومون بانشاء الحدائق واماكن سكن تلك الحيونات او الطيور بمواصفات عالمية مما ساهم في المحافظة عليها من الانقراض وعلي سبيل المثال لا الحصر حديقة عثمان صالح التي انشاها بمواصفات عالمية وحديثة .
في ظل العديد من الفوائد المتعددة لحدائق الحيوان من ترفيه وتعليم نامل من جهات الاختصاص بالتعاون مع قوات الحياة البرية اختيار موقع مناسب بولاية الخرطوم لانشاء حديقة الحيوان به تعويضا لتلك التي اندثرت منذ زمن بعيد واصبحت ماضي جميل لتلك الاجيال التي عاصرتها وحلت مكانها الان غابات الاسمنت من المباني ولاندري حتي الان لماذا لايتم اعادة تشيدها في المكان المناسب حتي لانحرم سكان ولاية الخرطوم من فوائدها الترفيهية والتعليمية خصوصا وانها ستحوي مختلف انواع الحيوانات والطيور .