متى ستنتهي الحرب (1-3)
سؤال مهم، ومشروع، ومتداول، وتبقى الاجابة عليه متفاوتة من شخص الى شخص، ومن مسئول الى مسئول، ومن خصم الى عدو.
وتفاوت الاجابات، وعدم تطابقها يخلق مسامات من الأمل والترجي التي ينفذ من خلالها اصحاب الاجندة، بينما تطوف ببعض الناس في متاهات الظن والريبة.
و للاجابة على هذا السؤال كان لابد من تعريف هذه الحرب وفقا للاسباب الحقيقية التي أدت لاندلاعها، و الاسباب المصطنعة التي كانت مطية لها ومن ثم ندلف للمآلات وحساب الربح والخسارة الجزئية مقارنة بالكلية التي تحققت والتي لم تتحقق من وجهة نظر كل الأطراف.
سبب قيام الحرب
وقبل إن نسمها لابد من الاشارة للاسباب والدوافع التي أدت لوقوعها، لأنها ستشير لنا عن الفاعلين واهدافهم وموقفنا منها و منهم، و هذا هو الذي سيحدد اسمها واسماء معاركها التي تتوزع ما بين اقصى درجات البرودة و اقصى درجات السخونة.
لم تكن الحرب وليدة لحظة اندلاعها، ولم يكن اصحاب المنفعة منها صامتين، بل كانوا يجتهدون بقدر أهمية خواتيمها عندهم ويضعون كل الخطط لذلك، يختلفون فيما بينهم في المكتسب لكنهم لا يختلفون على قيامها أو عدمه، فقد تم الاستعداد لها، و الاجابة عمن اطلق الرصاصة الاولى، تقول انه الاكثر جاهزية لها.
الدول التي كان لها مستعمرات، وخاصة التي خرجت طواعية وتركت الشعوب خلفها فرحة بأنها نالت استقلالها، لم يكن الامر كما تظن الشعوب، بل كانت تلك بداية الخيانة وبيع الاوطان المستعمر حتى الآن، فقد كانت بدايات وسخة تمت خلالها تفاهمات وتعليمات تحت الطاولة مع الذين استلموا زمام الامر من المستعمر تحت شعارات الاستقلال المزيف.
كل الدول الغربية كانت لديها اتفاقيات المائة عام مع الدول والكيانات التي كانت تستعمرها لتكون منضوية تحت لوائها بايديهم لا بيدها، لتستنزف مواردها وخبراتها وخيراتها وتجود لهم بالقليل منها كاغاثات واعانات لتلهي بها الشعوب.
ما زالت هذه الدول التي تسمي بالعظمى تتناحر فيما بينها لتظفر كل دولة أو محور منهم بما لدى الآخرين.
لذلك يفتعلون الحروب والمشاكل ويصدرونها للبلدان المستهدفة، وأصبحت كل دولة تعيش حروبا انما هي فقط أرض معركة لخصوم آخرين يتقاتلون عليها.
في الحالة السودانية وبالرغم من أننا منطقة متصارع عليها، فقد اشتد الصراع علينا في رأيي بعد البريكست البريطاني والذي أضعف موقفها في حصولها على السند الاوروبي والعالمي، فتسابقت الامم علينا كل يريد الظفر بنا قبل الآخر بعد أن جف القلم في يد حامله.
لذلك اصبحنا أرض معركة يتحارب فيها الكثير من الدول، بل اكاد احزم أن كل العالم يدخل في هذه الحرب منهم من يقف هنا ومنهم من يقف هناك، وفيهم اللاعبين على ارضية المعركة ومنهم من هم خلف كبائن القيادة وكل يجود بما اتيح له، و فيهم السادة وفيهم العبيد الذين يفعلون ما يؤمرون به.
اذن سبب قيام هذه الحرب هو الصراع العالمي للحصول على موارد هذا البلد الغني جدا، في ظل وجود قيادات سياسيةتافهة رخيصة جاهلة تركض خلف حظائر بيها أبحث الاثمان لقناعتها بوضاعتها.