
بورتسودان مهرجان الضحك في بيت البكاء
نقلت الاخبار ان مهرجانا للتسوق سيقام في مدينة بورتسودان.
عجبني لمثل هذه القرارات! واسأل العرابين إن يرفقوا لنا، إن صح الخبر، الدراسة التي بني عليها هذا القرار.
وأقول لعراب هذه الفكرة ولمن يدعمها أن مهرجان تعني الاحتفاء والاحتفال، فبأي شيء تحتفون و تحتفلون ؟
بورتسودان مثلها مثل العديد من الامكنة التي اكتظت بالبشر الذين اتوها هاربين من ويلات الحرب، بما فيها الحكومة المركزية، والذي لم يفقد فيهم شيئا في موطنه الاصلي، فقد فقد مدخراته في البحث عن طريق و وسيلة للخروج أو مجابهة اسعار الايجارات المرتفعة فيها وفي غيرها من الامكنة.
ومثلها مثل باقي الامكنة تعج بالمنظمات التي تقدم بعض الغذاء والكساء مجانا للسكان الاصليين والوافدين معا، وهذا يدل على أن الحالة الاقتصادية غير التي صمم لاجلها هذا المهرجان.
ليست المدينة هي ذات المدينة قبل الحرب شأنها شأن كل المدن التي تقع في الولايات الآمنة حتى الآن، فاي صورة مختزلة في ادمغة هؤلاء البشر قد تم استدعاؤها.
لم تضع الحرب اوزارها بعد، ولن يترك المتربصون اي فرصة لزعزعة الامن هنا وهناك، وما زالت بقية اذيالهم بين الناس تبحث عن الفرص.
هل ظنت حكومة ولاية البحر الاحمر إن قرارا كهذا سيحسب لصالحها؟ ألا تعلم ان نتائجه تدخل في باب الشروع في الفوضى و خلق البيئة المناسبة لها.
نحن مازلنا في مرحلة (ربط الوسط) و (التحزم) و زرع روح المقاومة الشعبية بزرع بذرتها والتحوط لكل المآلات.
والسودان كله يتوجع لمصابنا المستمر، سيل من الضحايا والشهداء وفقد للممتلكات والأعراض بيعا وانتهاكا، و آخرون يحتفلون بالعام الجديد ويقيمون المهرجانات، كالذين يقهقهون في بيوت (البكاء) .
الرجاء من السلطات في آعلى مستوياتها قراءة ابعاد هذا القرار والعمل على إلغائه، ومحاسبة من اصدره و من إشار إليه به و وضعهم تحت النضارة.