مقالات

 الحرب الثانية على خطى الأولى

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

 

الحرب الثانية على خطى الأولى

إن استهداف السودان حلم اجنبي قديم لا ينتهي إلا بتماسك الجبهة الداخلية، لكننا للاسف المميت كلما نجد فرصة لذلك نهدرها بذات الإنانية و الفوضى في التفكير والتكفير واللا مبالاة في حسم الامور و التمترس تحت رايات متفرعة من راية الوطن و نترك الوطن في مهب الريح.

عندما كان الناس ينداحون حول مواضيع موضوعة عنوة على طاولات النقاش قبل بداية هذه الحرب، ما كانوا يقبلون النقاش إلا فيما تحدد اجندته تلك المواضيع نفسها، وأي موضوع آخر يعتبر سفاهة، ولا يلتفت إليه، بل ينتقد انتقادا جارحا ليحول الانظار عنه، ويلغي الإنتباه لبدايات مأساوية، والغريب أننا بعد أن نستبين الامر نعود لذات المسلك القديم الى أن يستفحل امر آخر، وهكذا (من حفرة الى دحديرة).

والآن،، و بعد ان بدأت معالم نهاية الحرب تتضح، اتلملمت خيوط حرب أخرى، يجري تجهيز ميادينها الآن، وتعد ادواتها، ونشارك نحن في بعضها استهانة أو جهلا بها و بمآلاتها، ويكون الدخول اليها عبر بوابات الخروج من الأولى، و بنفس الماكينات التي أدارتها، مع اختلاف الادوات التي تعد الآن، علاقة على دخول لاعبين جدد الى أرض الملعب، و التي ستستعر مع تولي ترامب مهامه الرسمية، واعتقد أن أول زيارة خارجية له ستكون في اطار ازمتنا هذه من حيث مكان الزيارة.

أحداث متفرقة في ازمنة متقاربة لا يمكن المرور عندها مرور الكرام وآخرها مقطع فيديو يسميه صاحبه هروب البرهان تحت مياه النيل الازرق، ثم تسريب كلام الشيخ عبد الحي، و جمعية المؤتمر الوطني التي اختارت هارون رئيسا رغم وجود رئيس سابق، والبيان الذي صدر حولها من الحركة الاسلامية، وقبلها اجتماع الحركة الاسلامية والتيار الاسلامي العريض و ترتيب اوضاعهم، و حديث محمد السر عن الجيش وقادته ووصفه لهم بما لا يليق حتى لو كانوا يستحقونه في هذا التوقيت، واجتماع نيون والمشاركين فيه، وتغريدات مبارك الفاضل، ومثلها وما بينها كلها دلالات لأمر جسيم نقبل عليه دون إن ندري.

ومع كل هذا الذي يحدث بدأت تتطاير المسيرات في سموات كانت آمنة لتكمل مشوار استهداف افطار البراء في رمضان الفائت بمدينة عطبرة، والظن انها تنطلق من دارفور و أن الدعم السريع هو من يطلقها.

و كأننا نعود الى بداية الشقاق الذي أنتج هذه الحرب، وكأننا في احد الدوريات التي يقابل المنتصر فيها خصما آخرا، ولا ندري متى ستكون المباراة النهائية ومن هما الفريقان الذان سيتنافسا على كأس البطولة، ولا ندري اي بطولة تلك ولا اي كأس ذاك.

اننا في مرحلة يجب الوقوف عندها كثيرا، يجب إن نخلع فيها أثواب انتماءاتنا ونرتدي ثوب الوطن فقط ونتعظ مما حاق ولحق بنا، لأن اختلافنا وخلافنا بوابات عريضة تدلف من خلالها المحاور التي تستدرج الآن في (الأطراف التوالت)

يقين برس

صحيفة اللكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى