التدريب المهني.. والرؤية الجاذبة
يذكر في الأثر أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل وكان هذا قبل 1400 عام وتلك دلالات تشير لأهم مسائل للنشئ تتمثل في الاتي الركوب على الخيل تعني نزع المهابة والخوف والإعداد النفسي السليم على مجابهةمخاطر الحياة وتحمل المصاعب ثم السباحة التي تعطي الثقة في النفس وبناء الجسم بشكل سليم أما الرماية تعني الوصول إلى الهدف وتحقيق روح النصر، وهذا التباين يُأمِن على إعداد نشئ متكامل يستطيع ان يسير في الحياة بثبات دون ضعف او وهن في ذاك الزمان الذي يتطلب الدفاع عن الإسلام وقد حققت هذه المقولة وجهتها السليمة فصنع لنا الإسلام رجال اقوياء اصحاء لأن آليات ذلكم الزمان تدور في هذا المحور ، وتعاقبت من بعد ذلك الأجيال تلو الأجيال وتطورت الحياة وثقافات المهن اليدوية التي تٌعِد الشباب للأمثل في كل ضروب الحياة المتنوعة.
واذكر في زمان ليس ببعيد وأنا اجالس احد المهندسين في مجال السيارات او مايسمى بمكنيكي سيارات يستقطب أولاده في الإجازات الصيفية داخل ورشته المتسعة في مساحتها ليعلمهم كيفية إصلاح السيارات ميكانيكيا وكهربائيا وبمرور العطلات الصيفية المتكررة وصلوا مرحلة التفوق ونجحوا اكاديميا ومهنيا فمنهم من تخرج طبيبا بشريا وفي يده الأخرى شهادة من التدريب المهني تجعله أن يفتح ورشة متكاملة نهارا وفي الليل يعاود عيادته ليعالج البشر هنا يكون ميزان الحياة فيه كثير من الاشباع لقدرات هؤلاء الشباب بفضل والدهم الذي علمهم مهنة تمنعهم المثقبة في ظروف قد تكون مغايرة.
أقول.. دور التدريب المهني هو مرتكز أساسي للنهضة الفعلية لقدرات الشباب وخلق نسيج فني متكامل ينهض بالبلاد ، فالعالم الأول الذي نتحدث عنه الآن بأنه قد وصل إلى القمة وتشبع بها كانت اهتماماته تتجلى في التأهيل المهني بمسمياته المختلفة مما جعله هو الأول على الآخرين.
قادني هذا التوضيح وأنا اطلع على السمنارات 1\2\ التي جرت مؤخرا بإشراف المجلس الأعلى للتدريب المهني والتلمذة الصناعية وبالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية نهر النيل تحت شعار بالمهن نبني الوطن ونتحدى المحن ومن خلاله أعلن الاستاذ مجاهد مصطفى مكي الامين العام للمجلس الأعلى للتدريب المهني والتلمذة الصناعية جاهزيتهم وسعيهم المستمر لتدريب شريحة الشباب وقد جاءت ورقته بعنوان التدريب المهني ( الواقع والمستقبل) وهي في تقديري استقراء مقصده الرؤية المستقبلية وكسر حاجز الإغفال عن اهمية التدريب المهني وإلباس المظهر الشبابي ثوب المهنية منعاً للاسترخاء والتفكير في البدائل التي تحد من قدرات الشباب وتجعلهم يدورون في الظل المفقود الذي يذهب بعقولهم ويمنعهم من البحث عن ترفيع قدراتهم.. وبيدو أن الأوراق التي طرحت تتلاقى في تفاسيريها على استقطاب الشباب والخروج من الأزمات التي بدأت تدب في مسيرة حياتهم عبر هجمة القصد منها هدم عقلية الشباب لدينا عبر منظومة انتقامية تفرز سمومها ( المخدرات ) لتفقدنا ميزة الشباب في نهضة البلاد.
وقد اسعدتني كل الأوراق التي طرحت في السمنار وكانت كلها تنصب على إعداد جيل متعافي يستطيع أن يطور هذا الوطن الواسع الملئ بكل الخيرات المهنية تحت الأرض وفوق الأرض ويمكن أن نجتاز كل العوائق بمزيد من الانفتاح لاوراق مماثلة تقرب وجهات النظر في قضايا الشباب المتنوعة ولا اخال أن الوعاء المهني عبر تاريخه الطويل يمكن ان يُفعِّل كل اللوائح التنظيمية بشكل مقنن، وقد سررت جداً من المطروح في أوراق السمنار مما رغبني أن اقرأ المزيد منها بتوسع، وشاء لي أن استجمع من المقروء في السمنارات من المدرب في بناء القدرات والتنمية البشرية محمد سرالختم عبدالرحمن الذي عكسها لي وتأملتها جيدا فاعطتني إشارة القدح لهذا العمل المتماسك ويبدو لي انه سيخرج بإفادات تخرجنا إلى روافد التأهيل المهني الجاذب و المثمر في مقبل الايام ومزيداً من الأوراق تحت اهتمامات حكومة الولاية بكل محلياتها المتفرعة.