مقالات

بيت البكا

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

 

بيت البكا

البيوت ليست هي البيوت خلال المناسبات و خاصة في الاتراح و يسمى (بيت البكا) أي البيت الذي تصدر منه اصوات النحيب على فقد احد افراده.

تظل ابواب بيت البكا مفتوحة ويدخلها من يدخلها دون استئذان و دون السؤال عمن هو وما هو سبب قدومه، و في بيت البكا تتشكل لجنة طارئة ليس لصاحب العزاء دخل فيها و تقسم عليهم الادوار تبدأ من احضار الصيوانات والكراسي و اعداد الطعام وتجهيز مياه السرب وتقديم الأكل والشاي والقهوة واحضار المصاحف لختم القرآن يوم الصدقة الذي تجتمع فيه لجنة اخرى تقوم بجرد كشف المساهمات و حصر المنصرفات و معرفة الفرق (الخسارة) وتقسيمها على الناس المقتدرين لتغطية الخسارة.

كل الذي يحدث لا علاقة لصاحب العزاء به انما يراقب فقط و ما عليه الا استقبال و وداع المعزيبن فقط، ويتم استدعائه بين مرة واخرى لمقابلة بعض المعزيبن من النساء والرجال و يحضر لحظة ما بعد حصر الخسائر و يخطر بالنتيحة النهائية بان الفراش خسران كدا وتمت تغطيته كدا أو الفراش غطى مصروفاته و هذا باقي المبلغ.

وبعد أيام الفراش تظل النساء باقيات مع الحلقة الاقرب للمتوفي ويتم ايضا الصرف على المأكل و المشرب طيلة بقائهم ببيت البكا.

قد يكون الحزن فقط مخيما على اهل المتوفى، أما الذين يقصدون بيت البكا فيهم الذي أتى لتقديم واجب العزاء من مكان عمله وسبعود الى مباشرة اعماله بعد الانتهاء من تقديم واجب العزاء ومنهم من يذهب الى مناسبة اخرى فرحا كانت أو كرها ومنهم صاحب الصيوان وبتاع التلج والرغبف والطباخ والجزار وكلهم لا يشعرون بالوجع والالم الذي يحس به صاحب الوجعة، وكل ما يهمهم أخذ اجورهم نظير حضورهم لبيت البكا.

لفت انتباهي وانا في مدخل كبري أم الطيور عدد من الشاحنات المصرية تصطف لعبور الكبري الى الناحية الشرقية، و تنقل الاخبار ان الرئيس الفلاني والمستشار الفلاني و المبعوث الفلاني و فلانيين كتار ما سمعنا بهم وصلوا إلى بورتسودان و الخرطوم فقفزت الى راسي فكرة وموضوع هذا المقال، والذي اقصده فيه قد ذكرته إعلاه في وصف بيت البكا، واللبيب بالاشارة يفهم، فهل حقا هذا الذي يحدث؟

د. نوال خضر

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى