
إدارة الدولة بنظرية المنطق
منهذهب ابنه للدراسة في امريكا و غاب كم سنة عن أرض الوطن فقرر اللحاق به بعد ان ملأ الناس رأسه بالتأويل.
فلما وصل الى مقر اقامة ابنه و الاطمئنان عليه سأله انت بتقرا شنو يا ابني، فقال له، انا ادرس المنطق، فقال له، شنو يعني المنطق، فقال له ابنه، مثلا، لما تسأل زول تقول ليهو عندك كلب و يقول ليك ايوة معناها عندو بيت وطالما عندو بيت معناها عندو أم و أب وطالما عندو أم واب معناها ود حلال مصفى، كدا وقعت ليك يا ابوي؟ وقعت لي تب.
و بعد الاطمئنان على ابنه قفل راجعا، و تم استقباله والاحتفاء به و سؤاله عن احوال ابنه و عن دراسته فقال لهم ولدي بيقرا المنطق، فسأله احدهم، المنطق دا شنو يا حاج، و بعد ان اجتر حديث ابنه خلف رجل فوق رجل و سأل السائل، انت عندك كلب؟ فاجابه بلا، فقال له يعني انت ود حرام.
هل هكذا تدار الدولة عندنا ام عبر مؤسسات و لوائح و قوانين تحدد و تقسم الادوار بدلا من التخبط الذي يمارسه قادتنا، وزير يتخذ قرار ويصدر مرسوما مكتوبا ورئيسه بلغيه عبر مكالمة خاصة ويفتح كل ابواب الردحي والغبن.
و ما تزال مشكلة السودان الكبيرة هي مشكلة إدارية بحتة، فهل فات على العرابين انها المشكل الذي تسبب في كل المشاكل؟ أم هكذا يجنون مصالحهم الشخصية؟
أيها السادة الدنيا حرب، و كفاية تفريخ مشاكل جديدة فانتبهوا لأننا ام نعد كنقا كنا، و خصومنا ليس فقط الذين يحملون السلاح، إن خصومنا هم كل الذين يركلون العمل المؤسس و سنحاسبهم عليه يوما ما، لأن الحقوق لا تسقط لا بالتقادم ولا بتغبير الجلد.






