
السودان … تابلوهات من اللعب السياسي الممتع.
الذي ينشد الراحة النفسية يذهب الى البحر و يتخذ على شطه متكأ يطلق منه العنان لعيونه التي تغذي كل حواسه فتبث فيه روحا جديدة.
بقدر ما يقدم لك البحر من متعة، فإنك تخاف حد الموت ان يلتهمك هو ويطويك بين امواجه ان زلت قدمك فيه، أو ان يتطاول عليك سكان جوفه وما اكثرهم.
إن السياسة كما ذلك البحر، فيها أوجه مريحة و وجوه مقترة لكنها تظل في مجملها بخيرها وشرها تحمل نفس الاسم.
لكن البراعة تكمن في كيف تغازل الامواج و أنت تقطع عبابه، أو كيف تستمتع بالغوص في احشائه لتنال ماتريد أنت دون ان يملي عليك ارادته.
فبرغم مافي بحور السياسة من امواج وحيتان وتماسيح وتيارات وعدم اكسجين الا أن السودان ظل يقدم تابلوهات رائعة في ممارسة السياسة متخطيا بها كل العقبات التي أرادت ان تودي بحياته
مثل هذه الابداعات لن تجد من يصفق لها في الوقت الراهن غبنا وجهلا، لأن فيهم من اثاروا سطحها و جوفها علينا ليحتفلوا بنصره، وآخرون لا يرون الا ما يقدم أمام اعينهم.
معظم الانتصارات وتغيبر المسارات انما هو نتاج عمل سياسي صالح حتى السقوط والتحرير، لنباغت به خصومنا وكل لجان التحكيم التي ستضطر الى التلويح بشارات النصر مرغمة بعد ان اعياها النضال و خوفا من مزيد من الانكسار.






