
ملحمة الممر المتعرج الدموية في المدينة الحمراء: قراصنة الإمبراطورية الحديدية ومرسى المملكة البحرية
في عالمٍ تُطارده الحروب وتتنازع فيه الممالك السيطرة على البحر الأسود الكبير، كان هناك بحرٌ مخيف لا يرحم، تُسميه القبائل القديمة بحر الظلال.
وفي قلبه، على الساحل الشرقي، تقبع المدينة الحمراء؛ مدينة أسطورية تتقاطع فيها طرق القراصنة والتجار والجواسيس.
كانت المملكة المنهكة تحاول النهوض من رماد الدمار، بينما كانت الإمبراطورية الحديدية في أقصى الجنوب تبحث عن منفذٍ جديد لأساطيلها الثقيلة كي تعود إلى لعبتها القديمة: لعبة توازن القوى.
منذ أعوام، اقترح إمبراطور الحديد على حاكم المملكة بناء مرسى حديدي ضخم في المدينة الحمراء؛ مرسى يمكنه قلب موازين البحر. لكنه لم يكن مجرد مرسى… بل بوابة لعودة الإمبراطورية إلى البحار.
ولسنوات، ظلت قوى خفية مجهولة تُحارب المشروع، حتى تقلّص إلى محطة صغيرة، قبل أن يعود الآن إلى الحياة في ظروفٍ غامضة.
لكن الظلال كانت تتحرك…
كان هناك شابٌ مقاتل يدعى أرغون؛ بطل من وحدة سرية تعمل في الظل.
أما ليارا، فكانت باحثة في علوم البحار والخرائط القديمة، تمتلك قدرة فريدة: سماع نبض البحر داخل الخرائط.
التقيا صدفة، أو قُدّر لهما ذلك، عندما تحركت الإمبراطورية الحديدية لإكمال اتفاق سرّي يضع الساحل الشرقي تحت نفوذها.
لكن خلف الستار كان يعمل تحالف الظلال؛ تنظيم لا وجه له، يسعى لإشعال حرب بين الشمال والجنوب، حتى تتحول المدينة الحمراء إلى رماد.
كان قلب المدينة يختبئ خلف شبكة من الأزقة الضيقة، وفي أعماقها يقع الممر المتعرج؛ أقدم ممرّ بحري محفور داخل صخور سوداء قاسية، شهد آلاف المعارك منذ زمن السحرة والقراصنة.
حين دخل أرغون وليارا الممر لأول مرة، كان الصوت الوحيد هو صدى أمواج تضرب جدرانًا حجريّة كأنها تنزف.
ثم…
انفجر الممر بالدم والنار.
قراصنة الإمبراطورية الحديدية نصبوا سلسلة من الفخاخ القاتلة:
سكاكين متأرجحة تهوي من السقف
جسور تنهار فجأة تحت الأقدام
ظلال بشرية تقفز من ثقوب في الجدران
سهام تشتعل قبل وصولها إلى الهدف
قاتل أرغون بشراسة، وسيفه يلمع مثل شرارة في ليل كثيف، بينما كانت ليارا تستخدم خرائطها لإبطال رموز قديمة تحرك الصخور وتفتح ممرات سرّية.
وفي أوج المعركة، فجّر القراصنة سدًا حجريًا داخل الممر، فتحوّل الممر المتعرج إلى نهرٍ هائج.
صرخت ليارا:
“إلى القوس الداخلي! هناك فتحة فوق مستوى الماء!”
قفز أرغون حاملاً إياها، ونجيا من الغرق، بينما ابتلعت الموجة العاتية جموع القراصنة الذين كانوا يطاردونهما.
وهكذا انتهت ملحمة الممر المتعرج الدموية
بنصر قاسٍ فتح الطريق إلى قلب المؤامرة.
في سرداب تحت المدينة، اكتشفت ليارا خريطة قديمة غُسلت بالدماء منذ قرون.
كانت الخريطة تنبض تحت ضوء المشاعل، وتشير إلى موقع قنبلة الظلال—سلاح قادر على تفجير المرسى الحديدي وإشعال حرب عالمية.
رغم إصابته في الكتف خلال معركة الممر، واصل أرغون السعي بلا تردد.
وحين هبّت العاصفة واشتعل البحر بأمواج سوداء، اقتحم الاثنان المرسى الحديدي.
كان تحالف الظلال قد بدأ تشغيل القنبلة المنسية.
قاتل أرغون حراس الظلال، بينما كانت ليارا تفك رموز الخرائط لتحديد القلب الناري للقنبلة.
وفي اللحظة الحاسمة،
تعطلت القنبلة، وانطفأت ألسنة النار، قبل دقائق من تدمير المدينة.
مع شروق الفجر، بدأت قوات الإمبراطورية الحديدية والمملكة في تطهير الساحل الشرقي.
أما بقايا تحالف الظلال والقراصنة فهربوا عبر الممرات البحرية إلى أعماق البحر الأسود، حيث ابتلعهم الظلام.
تم إنقاذ المرسى.
تم إنقاذ المملكة.
وتم إنقاذ البحر الأسود الكبير من حرب كانت ستبتلع العالم.
أصبحت الإمبراطورية الحديدية شريكًا لا سيدًا، بعد أن كشفت ليارا وأرغون أسرار الخرائط التي حفظت توازن القوة.
وقف الاثنان على الشاطئ الشرقي، والموج يلمع تحت ضوء القمر.
وفي ليلة نادرة هدأت فيها الرياح تمامًا،
تزوجا في مراسم بسيطة على صخرة تطل على البحر، بينما كان البحر يعكس نور القمر كأنه يبارك بداية ملحمة جديدة.






