
دقوا النحاس يا ناس
هناك اتفاقات تحت الطاولة قالها مناوي أيام توقيع خازوق جوبا، والذي أمه الدارفوريون، فكان الحضور النوعي ممثلا في قادة حركات التمرد، وحميدتي والتعايشي ممثلا للشعب على ظهر الحرية و التغيير، و الجغرافيا تجعل الالتفاف في ظلها امرا محتملا.
الحياد! … و الامور كانت واضحة، فكيف يعني شوية مع دول، و شوية مع دول، و انتشر الداء في أرجاء الوطن وما زلنا نقف ذات المواقف حتى هيأ الله للجيش ان يبدأ في قلب طاولة المؤامرة، فلحقوا بالركب وبدأ انفاذ الخطة (ب) لما تحت الطاولات .
اشتعلت دارفور ومورس فيها العذاب اصنافا في حق دافعي ضرائب المخطط لتغيير التركيبة السكانيه، لأننا شعب فطري مسالم.
توزع اهل الحياد على الولايات الآمننة، نهر النيل، الشمالية، كسلا، والقصارف، فدربوا قومياتهم وبعض من تم اغراؤهم، وكانت التدريبات امام أعين الجميع، و تقلص بعد ذلك الوجود العسكري فيها بعد ان أكملت جزء من الخطوة.
كان الدعامة في جنوب ولاية نهر النيل، لكنهم آثروا الاتجاه جنوبا وفقا لما تحت الطاولة، صناديق فتحت ونحن نصف ذلك بالجبن متناسين الغوص في الافعال.
فليدفع من يدفع ضريبة التمويه حين يبدأ الفصل قبل الاخير من الاتفاق وهو نزوح الدارفوريين الى الولايات الآمنة تحت اشراف أهل الشريط النيلي دولة ستة وخمسون، وحين تقفز قلوبنا حسرة تعاطف، وتتحرك ايدينا تعزية لهم نذهب لنستقبلهم هنا، ومن هنا يبقى من يبقى حيث أووي ويذهب بعض حيث يقول الاتفاق التحت الطاولة.
وبقاء هذه الحركات في دولة ستة وخمسين، هو حماية الفارين من الحرب وترتيب اوضاعهم، و تبدأ التصريحات علنا انها ليست دار فور انما دار جنيد، وهنا سيأتي اهل دارفور وتنطلق الحرب المؤجلة هنا، فيموت من يموت و يتشفى من يريد و يتفشى من يتفشى، و نحن نقول على الطلاق ما يسووا التدعك.
إن تقسيم السودان ليس من اجل ان تتقسم دولة واحدة انما لاعادة توزيع جغرافيتها حسب رؤية اصحاب الحظوة والخطوة، ونحن نكرر نفس الاخطاء التي مارسناها منذ بداية الحرب بالاستهتار
نحن لا نرفض ان نستقبل اخا فارا من ويلات الحرب، لكن استصحاب هذا المشهد سيسهم في تدارك الأمر وافشال المخطط، فالحرب يديرها من مولها و وقف سندا للاعداء، فلا تستهين لتفكيرهم، ولا تعتبر ما نراء خطأ مجرد خطأ في الوقت الذي يكون فيه هو هدفه نفسه رغم بشاعته.
و بعض العائدين بعد الحرب الى حيث كانوا و كأنهم لم يذوقوا و يلاتها و لم يعوا عبرها، فالذين كانوا يمارسون التفاهات في زمان اكثر رفاهية عادوا اليها و هم اكثر تفاهة من ذي قبل بحجة ما ترتب على الحرب من ضيق في العيش.
علينا ان نستوعب الدروس جيدا وعلى ولاة أمرنا ان يدقوا النحاس و يحشدوا الناس ليس للذهاب الى اماكن المعارك انما ليبقوا في اماكنهم مدافعين عن ارواحهم و ممتلكاتهم وعروضهم، وإن تكون تلبية صوت النحاس اجبارية و واجب على كل (ستة و خمسيناوي) و إن نٌري الجميع قوتنا و ألا نستكين لترهات معسكر بورتسودان وجيش الكيزان التي يطلقها العملاء ليقصموا ظهر الوطن.
 
				




