مقالات

ومضة الجمعة

بقلم : د. عبد العظيم ميرغني

ومضة الجمعة

• قبل أكثر من ألف عام، أنشد المتنبي قائلاً: كلما أنبت الزمان قناةً … ركَّب المرء في القناة سناناً.

• وكأنه كان يرى بعين الشاعر ما سيقوله الفلاسفة من بعده بقرون: أن التاريخ والفكر حركة لا تهدأ، يولد فيها الجديد من القديم، وتنبثق الفكرة من نقيضها.

• وقد صاغ هيجل هذا المعنى في فلسفة “الجدل”، قائلاً إن الفكرة تُنجب نقيضها، ومن صراعهما تنشأ فكرةٌ أوسع.

• ثم جاء كارل ماركس لا لينقضها بل ليكملها؛ فأبقى على الجدلية بوصفها حركةً للتاريخ، لكنه غيّر محورها؛ بأن قلب الصورة، بجعل مادة الحياة هي التي تُحرّك الفكر، لا العكس.

• وهكذا، من المتنبي إلى هيجل وماركس، يمضي الفكر الإنساني في مسارٍ واحدٍ من التفاعل والتراكم؛ لا تنقض حلقةٌ ما قبلها، بل تُكملها، في حركةٍ تشبه دفع الله الناس بعضهم ببعض.

• وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: والله لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في كتاب الله.

• كلمةٌ تعبر عن يقينٍ عميق بأن هذا الكتاب العظيم يحوي أصول كل معرفةٍ وهداية، وأن ما يكتشفه الفلاسفة والعلماء من سننٍ في الوجود إنما هو استنطاق لآيات الله في الآفاق.

• وهكذا، فإن ما أدركه الشعراء والفلاسفة إنما هو ظلٌّ لتلك السنّة الإلهية التي عبّر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى:

“ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضلٍ على العالمين”.

جمعة مباركة

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى