
لو لم نتعلم معنى الوطنية لن تتوقف الحروب و المكايدات السياسية
و للأوطان في دم كل حر يد سلفت و دين مستحق، وكثير مما قيل في حب وحق الأوطان، و ماذا يعني لنا الوطن، و الوطن هو الأرض التي نعيش منها و فيها و عليها، وقد ساوى المولى عز و جل أجر من يموت فداء له كمن يموت وهو يدافع عن عرض.
و هذا الأمر ليس بغائب على أي منا، لكن الذي يختلف عليه الجميع هو، *(ما هو الوطن)* و لعمري إن هذا هو مربط الفرس، فإن لم نتمكن من إجابة هذا السؤال و العمل بها لن ينصلح لنا حال و لن تتوقف الحروب والمكايدات.
إن اضعف حلقات الشعب السوداني تنحصر في التربية الوطنية السليمة، فغير القبيلة والجهة، واللتان تٰستخدمان، كأسلحة و وقود لبعض الجروبات، هناك صراع الاوطان ، وهو الذي اضر بنا كثيرا.
هناك العديد من الأوطان في الوطن السودان وفقا للخطأ الفادح في التربية الوطنية التي وجدت ان القبيلة و الجهة ترى ان السفر من مدينة الى مدينة غربة و دردرة قد اضعفت حلقة الوطن، فأجهزت على باقيها.
فمنذ الاستقلال و حتى الآن ولدت اوطان و ماتت، وكل وطن يولد على انقاض وطن، والوطن هو شهر، وهو ثورة ايا كان نوعها و حقيقة اسمها، فاعتبر النوفمبريون ان الذين استلموا السلطة بعد الاستقلال غزاة فارادوا ان يحرروا الوطن منهم، وكذلك فعل سكان اكتوبر و مايو و ابريل ويوليو وديسمبر وكذلك سيفعل سكان الكرامة و ما بعدها.
كل اهل شهرين وثورتين متعاقبتين يعتبر كل منهم الآخر غازيا باغيا يجب قتاله ودحره لآخر فرد و متعاطف.
الديسمبريون في معركة الاياب يعتبرون ان الكيزان وطن محتل لابد من قتاله وانتزاعه حتى من تاريخ الامة، واي كوز ندوسو دوس، لانه في معركة الذهاب قد قاتلهم و جردهم من وطن هو يعتبره له وهم يعتبرونه وطنا لهم هم فقط.
و عندما تسمع الاكتوبريات و ما يسمى بالاغاني الوطنية تظن اننا قد حررنا القدس، ونحن من مايو وفي مايو بعثنا من جديد. فالأغاني الوطنية لا تتعدى اصابع اليد الواحدة منها وصية جدودنا الزمان و انا سوداني انا و أنا افريقي انا سوداني التي انادي دوما بان تكون هي النشيد الوطني لانها تعبر عن الوطن تاريخا و جغرافية.
فأذا ما اردنا ان نطبق شعار لا للحرب و أن نعيش بسلام فيجب ان تختلف اجندة كل المبادرات والمنابر ودعوات وجلسات الحوار وأن يتم تعريف الوطن و ما هي حقوق وواجبات المواطنة فليس لحزب أو لكيان حق فوق حق الوطن وعلى حسابه، ويجب ان نبدأ من الآن في تنشئة الأجيال القادمة على ما هو الوطن وما هي الوطنية







