مقالات

مدارس الموهبة والتميز بين النظرية والتطبيق قراءة في التجربة السودانية مقارنة بالنماذج العالمية

بقلم : د. محمد صلاح على الفكى

 

مدارس الموهبة والتميز بين النظرية والتطبيق قراءة في التجربة السودانية مقارنة بالنماذج العالمية

تمثل تجربة مدارس الموهبة والتميز في السودان بداية جادة لكنها اصطدمت بواقع إداري وتعليمي غير مهيأ لاستيعاب متطلبات هذا النوع من التعليم ومع وجود إرادة حقيقية وإصلاحات مدروسة يمكن لهذه التجربة أن تُبعث من جديد مع تصور واضح لمسار أكاديمي مهني متكامل للمتميزين لتشكل نواة لتعليم نوعي يقود التنمية والابتكار يهدف إلى تنمية قدرات الطلاب المتفوقين بطريقة مختلفة عن التعليم التقليدي وإعادة النظر في التجربة وتقييمها نظرا إلى أن تطبيقها وجد عدة تحديًآت منها: – ضعف الرؤية الاستراتيجية: بداية التجربة كانت مبشره، خاصة باعتماد الذكاء والتفوق الدراسي ولكنها لم تتبع بخطة واضحة لتطوير المناهج – نقص الدعم المؤسسي والمجتمعي : لم تحظ التجربة باهتمام الدولة، ولم يتم توعية المجتمع بأهمية هذا النوع من التعليم مما يؤثر سلبا على استمراريتها – الخلل في مسار التطوير: إدماج الطلاب في المنهج العام للثانويات بعد اعدادهم بمسار مختلف أضعف نتائج التجربة وقلل من جدوى التعليم المتمايز الذي حصلوا علية في مرحلة الأساس – غياب المسارات البديلة للدراسات الجامعية : بدلًا من ايجاد مسارات جامعية خاصة تراعي قدراتهم وتفوقهم، تم إخضاعهم لذات امتحان والمنافسة التقليدية

التجربة العالمية في تعليم الموهوبين

تعتمد الدول الرائدة مثل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وسنغافورة في تعليم الموهوبين على تشخيص علمي دقيق لقدرات الطلاب من خلال اختبارات ذكاء وإبداع وتحصيل

يتم تصميم مناهج خاصة تلائم قدرات هؤلاء الطلاب وتحررهم من قيود المناهج التقليدية

توفر هذه المدارس بيئة محفزة تشمل معلمين مدربين ومعامل متقدمة ومسارات أكاديمية ومهنية متنوعة

يتم ربط المخرجات التعليمية بالجامعات ومراكز الأبحاث لتسهيل انتقال الموهوبين إلى مراحل تعليم عالٍ مخصصة لهم

التجربة السودانية

بدأت التجربة السودانية بخطوة إيجابية تمثلت في اختيار الطلاب وفق معايير الذكاء والتفوق وتم إنشاء مدارس لتوفير بيئة مركزة

تم إعداد مناهج جديدة تجريبية ولكن

حدث خلل في التدرج المنهجي حيث فُرض على الطلاب لاحقًا الاندماج في المنهج الثانوي العام والدخول في امتحان الشهادة السودانية الموحد

لم تُخصص جامعات أو برامج خاصة بهؤلاء الطلاب مما أفقد البرنامج قيمته الأصلية

من التحديات الأساسية التي واجهة تجربة مدارس الموهبة والتميز

ضعف الإطار المؤسسي والسياسات التعليمية التي تحمي وتطور مثل هذه المبادرات

نقص الوعي المجتمعي بقيمة التعليم المتمايز وأثره على مستقبل الأمة

غياب الدعم المالي والتقني واللوجستي من الدولة والمؤسسات الشريكة

تحول المدارس إلى نسخة محسنة من المدارس العامة بدل أن تكون نماذج فريدة ومتكاملة

مما يطلب الآتي:

إعادة تقييم التجربة من قبل مختصين في علوم التربية والمناهج

تصميم مناهج مستدامة ومفتوحة تراعي الخصوصية الفكرية والإبداعية للطلاب

إعادة هيكلة المسار الأكاديمي بحيث يُستغنى عن الشهادة السودانية ويوضع بديل علمي معتمد للالتحاق بالجامعات

توفير شراكات مع جامعات ومراكز بحث محلية ودولية لتأهيل الطلاب بعد التخرج

نشر الوعي المجتمعي من خلال الإعلام والسياسات التربوية بأهمية رعاية الموهبة

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى