
نحن الغاوون
الشعر حالة خاصة، قد يتطابق ظاهرها مع كثير من الحالات التي لم تجد من يعبر عنها، لكن بالغوص في تفاصيلها تجد أن لكل حالة خصوصيتها التي لا تتطابق مع غيرها، و هنا يصطف الغاوون.
إذا كانت الحالة رسالة تكتنز بصدق المضمون ونزاهة الموضوع وشمولية الهدف و علو القيم، فلا بأس أن يدأب الناس على غرس القيم من خلال هذا الضرب الغير مضر بالمجتمع.
كم من وجدان تشكلت حسب ما اراد صاحب الرسالة، وكم تمايلنا طربا و لازلنا نردد بزهو غبي، كيف شتتنا كتل الغزاة الباغية، فنحى التأريخ نحوا، و محى الشاعر التأريخ محوا، و نحن نصفر ونصفق كلما اسدل ستار. فهذا مجرد مثال لكثير من التزوير المسكوت عنه.
حتى حكاوينا واحاجيانا لاطفالنا تعبر اليهم عبر القوافي و كل ضروب الأدب لأنه المحرك الرئيسي لاحاسيسنا، و هكذا ينفذ الناس الينا كل بما يعد من مائدة، و كأننا عطشى و جوعى فلا تفرق بين مائدة واخرى.
فقبل الهتاف، اسقط عليه التاريخ و الحكمة، لأن الهتاف حكم قد صدر، وهناك شعارات واقوال، سلٖ التاريخ عن مثيلاتها قبل ارتدائها و اطلب منطقة آمنة حتى لا تزل قدمك فيها، فإن القيتها دون أن تلقي لها بالا فرحلة السبعين خريفا حتى المستقر في النار تنتظرك.
ونحن نلهث خلف متاهاتنا، كم من كلمة حتى بعد هذه السطور لن ننتبه لها قلناها.