مقالات

موقف جاكسون … الساحة السياسية

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

 

موقف جاكسون … الساحة السياسية

موقف جاكسون تؤمه خطوط المواصلات من كل اصقاع الخرطوم، لذا تراه مزدحما كما لم يركب منه أحدا.

لكن ليس كل الذين يتواجدون فيه هم ركاب، وليس الركاب كلهم قادمون اليه، وليس كلهم ذاهبون منه، وليس كلهم ذاهبون أو آتون من او الى مكان واحد. فالركاب هم المتغير الوحيد في الموقف.

و في الموقف ايضا الحرامية والنشالين والسواقين والكمسنحية والباعة والذين يعبرونه من جهة أخرى، وبينهم اصحاب غرائز ما انزل الله بها من سلطان، وقد تمتد غرائزهم تلك منه الى حيث نهاية رحلة الضحايا.

لكل سبب في تواجده هناك، فاصحاب المركبات يأتون بركاب ويذهبون بآخرين أيا كانت طبيعة الركاب و سلوكهم وكذلك يفعل الكمسنجية الذين تسمع اصواتهم في اداء كورالي مما يجعلك تطمئن قبل ان تصل الموقف بان خط سيرك متوفر، وكلهم يسعون طلبا للرزق بعض النظر عما حولهم من تناقضات.

والساحة السياسية اليوم أصبحت مثل ذلك الموقف العجيب، فمنا من يمر فيها مرور الكرام ومنا الكمسنجية الذين ينادون لحشد حشد حول فكرة لا علاقة لهم بها غير المقابل، و منا من يبحثون عن ضحايا لاشباع رغبات شخصية، ومنا من بستغل هذا الجمع ليبيع بضاعته التي هي قطعا لا تخضع للمواصفات والمقاييس و لا يحمل تصريحا لممارسة تلك المهنة.

وفينا اصحاب المركبات الذين يسعون للرزق كيف ما كان حاله أو حال مركبته ومطابقتهما للقواعد المرورية. اضافة لعلاقة بعض مما بداخله ببعض الجهات خارج الموقف صاحبة السطلة والنفوذ التي تساعدهم على ما يدور في اذهانهم وفقا لاخلاقهم.

في كل ما ذكرت عزيزي القاريء الكريم، هناك متسع لخيالك الذي قد يقودك لابعد ما انقل لك من صور في ذات الاطار.

هذا الموقف يجسد لعبة السياسة تماما، و قطعا ستجد كل شرائح المجتمع في هذا الموقف، لذا حدد ماذا انت؟ و تعامل باخلاقك لا بما ترى و تسمع، فان كنت عابرا الموقف تحسس جيوبك وانتبه لما تحمل معك، وإن كنت سائقا فلا ترغم الناس على الا يجدوا الا انت، وإن كنت كمسنجيا فلا تكذب على الناس وتوهمهم بالتلجة وآخر عربية.

وإن كنت راكبا فعليك الحذر والتأكد من الغاية إلى وجهتك وفقا لقناعتك واعلم ان لكل من الذين حولك وجهة و هدف و وسيلة، فلا تكونن لهم الهدف و لا وسيلة لبلوغ اهدافهم القذرة. ومن الافضل لنا ان نأخذ ما يليلنا من السياسة ونتجه للانتاج الذي يفل جبروت الفاسدين

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى