
أضواء علي ورشة تطوير الخطوط البحرية السودانية
تعتبر النواقل البحرية للدول التي لديها موانئ مصدرا استراتيجيا وهام وتاتي اهميته في عمليات الاستيراد والتصدير الذي تقوم به الدولة لها ولرجال الاعمال والمصدرين مما جعله رافدا قويا لخزينة الدولة من العملات الاجنبية .
تمثل الخطوط البحرية ركيزة اساسية من ركائز دعم الاقتصاد الوطني ولايقتصر دورها في نقل الصادرات والواردات التي تمثل الحركة التجارية بل ترفد الاقتصاد بالعملات الاجنبية بجانب تشغيل العمالة وترقية الخدمات .
الخطوط البحرية من المؤسسات التي شكلت تاريخ السودان فقد تم انشاؤها علي يد شركة يوغسلافية في العام 1962م وقد اسهمت في نقلا المواطنين الي الدول الاخري بجانب نقل البضائع ولعبت دورا اقتصاديا لكل صادرات السودان في مختلف بقاع العالم .
يعد الساحل البحري من اهم ركائز الاقتصاد في العالم ويمثل 85% من حركة التجارة الدولية بسبب موقع السودان الإستراتيجي الذي يربط افريقيا بالعديد من الدول في القارات الاخري .
انعقاد هذه الورشة وفي هذه التوقيات دليل عافية ويعني الاحساس بوجود مشكلة تحتاج الي حل وان تاتي متاخرا خيرا من ان لا تاتي .
ورشة تطوير الخطوط البحرية السودانية التي تقام تحت شعار ( رؤية استراتيجية نحو المستقبل ) تعتبر دليل عافية لانها تهدف الي مناقشة السبل المثلي للنهوض بالناقل الوطني البحري وتبادل الخبرات والافكار التي تسهم في وضع خارطة طريق واضحة لتطوير الناقل الوطني البحري السوداني .
اذ تاتي هذه الورشة ضمن الجهود العلمية والمهنية التي تبذلها الخطوط البحرية السودانية لتعزيز الفكر المؤسسي وتطوير الاداء الفني والاداري من خلال طرح اوراق علمية متخصصة تتناول قضايا جوهرية في مستقبل النقل البحري .
وتتمثل الاهداف الرئيسية للورشة
في مناقشة واقع الاسطول الملاحي العالمي وتطبيقاته، عرض تجارب دولية ناجحة في انشاء وتطوير ناقلات بحرية وطنية، تشخيص الوضع الراهن للخطوط البحرية السودانية، تعزيز التكامل بين الخطوط البحرية والجهات ذات الصلة بالنقل والتجارة، دراسة اليات التمويل والشراكات في قطاع النقل البحري، اقتراح نماذج تشغيلية حديثة، تمويل، شراكات، تحالفات، ملكية مباشرة وكل ما من شانه ان يسهم في التطور والتحديث ، وضع رؤية استراتيجية لتطوير الخطوط البحرية السودانية ، تقديم توصيات عملية تسهم في دعم خطوط التطوير المستقبلية .
نامل ان تسهم هذه الورشة في توحيد الجهود لرسم ملامح مستقبل مشرق للناقل الوطني .
من الاشياء التي تدعو للاسف والحسرة هو تعرض هذا المرفق الاستراتيجي للتصفية والخصخصة بالرغم من نجاحه وتفوقه انه التدمير الممنهج للاقتصاد السوداني والذي لم يتعافي منه حتي اليوم فقد شكلت خصخصته صدمة كبيرة لجميع عملاؤه وخسارة فادحة للاقتصاد السوداني فقد كانت مؤسسة ناجحة ترفد الاقتصاد بالعملات الاجنبية فمن المسؤول؟ .
لاحظنا ان تدمير وخصخصة مرافق الدولة الاستراتيجية تمت لاسباب واهية معظمها كانت بقرارات فردية من قيادات نافذة دون الرجوع لاهل الشان والخبراء الاقتصاديين الامر الذي جعل الاقتصاد يترنح ويصل الي هذه المرحلة رغم تعدد الموارد الاقتصادية والتي لو وجدت احداها فقط احدي الدول الفقيرة لصارت في مقدمة الدول هذا الوضع الماساوي الذي يعيشه المواطن السوداني جعل الخبراء الاقتصاديين في العالم مندهشين ويتسالون كيف لدولة بهذه الموارد المتعددة والجازبة للاستثمارات الخارجية والداخلية انسانه يعاني شظف العيش وشبابه عاطل عن العمل وخريجوه من الجامعات المختلفة يمكثون بالمنازل وبعضهم يعمل في وظائف غير تخصصه انها صورة مقلوبة تؤكد مدي تضرر الاقتصاد من تدخلات السياسيين والفساد الذي تغلغل في مؤسسات الدولة .
نامل ان تخرج هذه الورشة بتوصيات من شانها ان تعيد هذا الصرح الإستراتيجي الي سابق عهده .
وحتي ينطلق هذا الصرح للامام لابد من تجديد الاسطول العامل من السفن وتاهيل الموانئ لتطابق المواصفات العالمية عبر استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في كل مرافقه مع ضرورة التدريب الكوادر العاملة الان بمختلف تخصصاتها في دورات متميزة داخل وخارج السودان ليساهموا في تطويره ومعالجات الازمات المحيطة به .
رسالتنا نرسلها في بريد السيد رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان وللسيد رئيس مجلس الوزراء دكتور كامل ادريس وللجهات ذات الصلة بدعم التوصيات التي تخرج بها هذه الورشة وابعاد هذا المرفق الهام والاستراتيجي من تدخلات السياسيين التي كانت سببا في تدميره .