مقالات

حتى يغير الله ما بنا

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

 

حتى يغير الله ما بنا

*قال تعالى في كتابه الكريم (ان الله لا يغير ما بقوم حتى بغيروا ما بانفسهم).*

كتبت في هذا الموضوع من قبل، لكنني هنا سأتناوله بتفصيل اكثر وعلى عدة مقالات قد تخللها مواضبع أخرى

(1)

لمات (القطيعة) أو النميمة

ان التغيير من أي حال إلى نقيضه هو نتاج اعمالنا، فإما أن نكون معاول بناء أو هدم لأنفسنا كأنما يئسنا منها كما يئس الكفار من أهل القبور، برغم من ان المولى عز وجل ايضا أمرنا الا نقنط من رحمته وقد ملكنا خارطة الطريق إليه.

ان الذين يزينون مجالسهم بالقطيعة بعد أن تفوقوا على النساء فيها، ما ذلك الا لأنهم باتوا يعيشون، كما النسوة، فراغا كبيرا، واصل الفراغ هو الخواء الفكري والجهل بمتطلبات الدين والقيم والحياة وجهلنا الكبير ب *لماذا خلقنا اصلا؟*.

قال تعالى *(و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)* والعبادة ليست ان نصلي ونصوم و نزكي و نحج بيت الله فقط، فهذه تكاليف ربانية و واجبات وبعض من حقوق المولى عز وجل علينا. بالدين المعاملة والمعاملة بالاخلاق التي بعث نبينا صلى الله عليه وسلم ليتمم لنا مكارمها.

الذين لديهم ما يفعلونه حقا والذين لا يحملون الغل والحقد والحسد في دواخلهم والذين غير معتلين نفسيا أو صحيا والذين ليس لهم مركبات نقص، ستجد ان مجالسهم تتحدث بما يفيد وينفع انفسهم و الناس. غير الذين يخوضون في النميمة والغيبة فهم لا يفعلون ذلك الا لحقد في دواخلهم لمن يغتابونه.

و هناك من يغتب خاله و عمه وامه وإبيه واخيه وكل ذلك لأنه إنسان من السوء بمكان، كما صنفه الله. ولا يريدون من خلال مخالفتهم لشرع الله الا ان يبثوا رسائل كاذبة انهم أفضل منهم، بالرغم بانهم يعلمون في دواخلهم ان العكس صحيحا، ولأن ودما يؤلمهم حقا ان الناس يثنون على مكارم الاخلاق التي لا علاقة لهم بها فيشتاطون غضبا ليشغلوا الناس بسوء مصطنع غطاء لسوءاتهم وعدم مقدرتهم على ان يكونوا في مصاف من يقصدون. وقد فعلها كفار قريش بعد ان كانوا ينادون الحبيب المصطفى بالامين، قالوا عنه شاعر و مجنون عندما علموا انه رسول الله.

ان الجهود المبذولة لتتفيه الآخرين كغطاء لسوءاتنا لو بذلناه لاصلاح انفسنا لعينا خيرا. فإذا تلفت الذي يخوض في سير الناس الى نفسه لوجد العجب العجاب والذي لا يستره حجاب، فاذا كشفت سترا سيكشف الله عنك استارا، ليرى الناس فيك وحولك الحرامي والمومس والعاق والعاصي وكل الموبقات وكل والذي لا يمتلك قيمة، وبذلك نكون قد اجرمنا في حق أنفسنا و حق من حولنا بان كشفنا عنا وعنهم كل الاغطية ونحن نكشف اغطية الآخرين.

وحتى نعود من تلك الخصال التافهة اولا فلنعلم اننا نعصي أوامر المولى عز وجل حين امرنا الا تغتب الناس والا نذكرهم بما يكرهون من وراء ظهورهم.

و لنعلم اننا من الوضاعة والجبن بمكان حين نتحدث خلف ظهور الناس وليس لدينا ذرة من الشجاعة للمواجهة، بل و نخاف ان يصلهم الخبر، و بعد ان يصلهم ما قلنا نزل نبحث عن نقل الخبر في سلسلة جديدة من النميمة والذنوب و نسب ونشك في بعضنا ونقول أن هناك (معرض) نقل الكلام.

و لنعلم جيدا اننا منافقون نظهر خلاف ما نبطن، وللنفاق عقاب، و الله حسب الغافلين، وانه سيحاسبنا، و من ضمن ما يحاسبنا عليه وقتنا وعمرنا و مالنا فيما افنيناه؟ فكم من وقت قضي في تلك المجالس و كم من اموال دفعت لتفعيل خدمات الاتصالات لنمارس نفس التفاهات، وكم من جبنات دفع حقها لتفعيل خدمة القطيعة.

ألم تر كم من ذنب جرته علينا هذه الخصال اللعينة وكم من قيمة لذواتنا افقدتنا لها في المجتمع الذي نعيش فيه؟ لذا دعونا ندع تلك الخصال السيئة ثم نطلب من الله العفو والستر والرزق و لنسعى للذين اخطأنا في حقهم طالبين العفو والصفح، فمهما استغفرنا فان الله يغفر ما يليه فقط.

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى