مقالات

ضرورة تفكيك القوات المسلحة السودانية وبقية القوات المساندة (2-2)

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

 

ضرورة تفكيك القوات المسلحة السودانية وبقية القوات المساندة (2-2)

اكاد اجزم أن اكثر عدد للساسة الذين يحملون الجنسية المزدوجة حول العالم هم الساسة السودانيين، فنيل الجنسية الاخرى يجعلك نفسيا مطمئن على حاضرك و مستقبل ابنائك ومد يد العون لاقاربك من الناحية المادية أو ان تبحث لهم عن طريق آمن للخروج من جلباب الوطن.

اصبح الوطن عند البعض مجرد حكاوي وسير ذاتية كالذي عمل في الشركة أو المؤسسة الفلانية وتلقى تعليمه في مدرسة كذا و جامعة كذا دون إي ارتباط وجداني بتلك الاماكن، انما هي سلم لمجد يطلبه هو.

الجيش السوداني من الحيوش التي تحدث عنها عظماء الحروب وهو جيش مشهود له بالكفاءة والخبرة والتمرس والعقيدة القتالية، وقد كان له دور مؤثر في ترجيح الكفة لصالح مصر أيام حربها مع العدو الصهيوني.

لذلك كل من يريد ان ينفذ الى تحقيق مآربه سيكون هذا الجيش هو العقبة التي تقف دونه، علاوة على أننا لو اردنا ان يكون لدينا جيشا يفوق تعداده المائة وعشرين الف مقاتل سنمنع من ذلك بحجة ان ذلك سيكون مهددا امنيا لجيراننا.

ونعلم ان لكل دول العالم جيوشا احتياطية تستدعيها وقت الضرورة، لكنها قد لا تكون مدربة بشكل كاف كالجيش الرسمي، وفوق هذا العبء على من يريد ان يفتك بنا، شاءت الاقدار ان ندعم فكرة الحيوش المقاتلة في عدة قطاعات، فاصبحت قوات أبو طيرة او الاحتياطي المركزي قواتا مقاتلة، اضافة الى هيئة العمليات هذا غير القوات الاخرى التي تحمل السلاح مدافعة عن السودان.

بماذا يتضرر اذن أي سوداني ان كان مواطنا عاديا أو باحثا عن السلطة من وجود هذه القوات التي تحمي ظهره، ولماذا يتبنى رؤى الآخرين الذين تقف هذه القوات دونه و دون تحقيق احلامه.الا إذا كان يريد الوصول الى السلطة من خلال القوة.

لا احد يكره أو يأبى الديمقراطية، لكن من وجهة نظري فإن الديمقراطية التي نبحث عنها لن تقوم لها قائمة في السودان، فمقالي هذا اذا لم يصادف هوى في نفس احد من القراء سيقوم بتصنيفي وفق هواه ان لم يكيل لي السباب والشتائم، فنحن إما الاطاري أو الحرب من افواه الذين ينادون بالديمقراطية في اعلى الهرم.

نحن في بيوتنا لم يمارس كبارنا هذا الضرب معنا وبالتالي لم نمارسه مع ابنائنا، فالرجل فوق المرأة والكبير فوق الصغير لكن برغم لابد من وجود صيغة تتوافق مع الطرح وطبيعتنا.

ولا اعتقد ان هذا غائبا عمن يدخل هذا الخيار ضمن اللعبة السياسية لتمضية اجندته، لذلك تبدو مملرستنا للحكم الديمقراطي هي الاكثر تشوها حول العالم، ومن يقول ان الممارسة المستنيرة المستمرة تجعلها تتشكل، نقول له إذا كانت مستنيرة و تحمل ادوات الاستمرار بداخلها و في ظل وجود هرم سياسي يريد لها ان تطبق لأ ان تكون معبرا لضفاف غير الضفاف.

هذا السرد ليس المقصود به الساسة في بلادي لانهم يعرفون اكثر من ذلك بقربهم من ابواب من يرسم المخططات ليكيدون بها لنا، لكنه للذين تنطلي عليهم الحيل ويساقون خلف شعارات احلامهم الى مقاصل امانيهم، حتى لا يعضوا اصابع الندم حيث لا ينفع الندم.

إذا كان القصد تفكيك السودان، فالوا يجب تفكيك جيشه و زراعة الفتنة بيننا كمجتمعات و تأجيج نيران القبيلة والنوع والجهوية، وليحدث هذا لابد من برنامج طويلة وقصيرة المدى تعمل على تجهيل العامة وصناعة آلهة وهمية من الساسة ليحج اليها الناس متبتلين في محرابها.

قد بدأ العمل على حصاد مجهود السنين بعد ثورة ديسمبر، عندما كان نتن ياهو يطوف بجيران السودان ليطوق عنقه بالتطبيع حتى وصل عنتبي التي لاقى فيها للبرهان سرا في تلك المقابلة التي اعدت لها قدح الدم، وكان جزاؤعا ان تموت بعد وصول وفد صهيوني طبي لمعالجتها من الكرونا بعد ان فتحت الاجواء السودانية للطيران الاسرائيلي، ولم نسمع انه تم قفل سماواتا في وجيها.

دفنت قدح الدم ودفن سرها معها ولا احد يعلم حتى مكان دفنها، في الوقت الذي كانت فيه البلاد مثل ساحة المولد لكل مريد شيخ يأتي إليه.

نعم كان الجيش في حالة وهن، ولم يكن في وقتها قادرا على ان يفعل شيئا غير تبديد الوقت، و هو يعلم ما يعلمه ابسط المواطنين فهما واداركا ان هناك ساعة صفر فبدأ في تسوير القيادة العامة وبعض ما ظهر من التحوطات الاخرى غير ما بطن والذي بحفظه التاريخ عن ظهر قلب.

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى