مقالات

التفاؤل والإيجابية: رؤية جديدة للحياة تبعث الأمل والمسؤولية

بقلم : د. محمد صلاح علي الفكي

 

التفاؤل والإيجابية: رؤية جديدة للحياة تبعث الأمل والمسؤولية

قوة التفاؤل والإقبال على الحياة

الناس الذين يجسدون القيم الحقيقية للتفاؤل والإيجابية والإيمان، فهم يدخلون على الآخرين بالخير والبركة، وتكون وجوههم دائمًا مشرقة بابتسامة راضية، متسلمة بقضاء الله وقدره، دون تذمر أو حزن. وجود مثل هؤلاء في المجتمع يخلق بيئة إيجابية تنتشر فيها الطاقة الإيجابية والمحبة والتعاون والمسؤولية المشتركة.

هؤلاء الأشخاص يمثلون نموذجًا حيًا لما يمكن أن نسميه “المواطن المنتج والواعي”، الذي يرفع من مستوى الحياة الاجتماعية والتنموية، بعيدًا عن السلبية والانغلاق على الذات. فالإيجابية ليست شعورًا لحظيًا، بل مهارة حياتية نفسية واستراتيجية تؤثر على إنتاجية الفرد والمجتمع، وتزيد من قدرة الناس على التفاعل البنّاء مع الآخرين، وتحفز الإبداع والمبادرة.

الطاقات السلبية وأثرها الاجتماعي والنفسي

على النقيض، يمثل الأشخاص الساخطون، الشاكون، الباكون، وغير الراضين الطاقات السلبية في المجتمع، فهم يركزون دائمًا على المشاكل والظروف بدل الحلول، ويزرعون اليأس والإحباط حولهم. وجودهم قد يعيق التطور والتنمية، ويؤثر على المحيطين بهم، لذا النصيحة الحكيمة هي الابتعاد عنهم أو التعامل بحذر شديد، لأنهم بمثابة “نزير شؤم” يعرقل التقدم ويقلل من قدرة الآخرين على الإنجاز والإبداع.

من منظور علم النفس الإيجابي (Positive Psychology)، التركيز على الحلول، وتحويل الطاقة إلى أفعال مفيدة، والابتسامة، والتقدير الإيجابي للآخرين، جميعها عوامل تعزز الصحة النفسية، وتقلل التوتر، وتزيد الإنتاجية والرضا الشخصي والمجتمعي.

الإيجابية كاستراتيجية اجتماعية واقتصادية

الإقبال على الحياة والتفاؤل ليس مجرد شعور، بل استراتيجية يومية لبناء مجتمع متماسك ومنتج. الأفراد الإيجابيون يساهمون في:

1. تحسين بيئة العمل والمجتمع عبر التعاون والمبادرات الجماعية.

2. تعزيز الإنتاجية والابتكار، لأنه حين يكون الفرد متفائلًا يكون أكثر استعدادًا لتحمل المخاطر المحسوبة والتجربة.

3. خلق ديناميكية اجتماعية تشجع على المسؤولية والمواطنة الفاعلة، مما ينعكس على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

توصيات

1. ترسيخ مهارات الإيجابية والتفاؤل في التعليم وورش العمل وبرامج التوعية الاجتماعية.

2. تشجيع السلوكيات النفسية الصحية مثل الابتسامة، التقدير الإيجابي، والمبادرة الفردية والجماعية.

3. الحد من الطاقات السلبية عبر التوجيه النفسي والإرشاد الاجتماعي، والتقليل من تأثير الأشخاص الشاكون على المحيطين بهم.

4. ربط الإيجابية بالمسؤولية المجتمعية والإنتاجية الاقتصادية، بحيث تصبح عادة حياتية تؤثر على الفرد والمجتمع بشكل مستدام.

الإيجابية والتفاؤل والابتسامة قوة استراتيجية نفسية واجتماعية واقتصادية. حين يتحول المواطن إلى فاعل منتج وواعي، يصبح المجتمع أكثر قدرة على مواجهة التحديات، وتتحقق التنمية المستدامة، ويصير الأمل واقعًا ملموسًا. فالابتسامة اليوم، والتفاؤل الغد، والمسؤولية دائمًا، هي مفاتيح بناء مجتمع واعٍ ومنتج، قادر على صياغة مستقبله بإرادة حرة وبوعي عميق.

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى