
حقيقة زيارة كامل إدريس للسعودية، و درس في السياسة
ان قرأت الآية الكريمة التي نزلت لتبعد الناس عن الخمر منقوصة لإتبعت فيها سبل الضلال إذا وقفت عند لا تقربوا الصلاة دون ان تكمل باقي الآية الكريمة.
زار الدكتور كامل إدريس المملكة العربية السعودية وكان في استقباله كما ورد في الاخبار نائب أمير منطقة المدينة المنورة.
وتندر الناس ومنهم من عقد المقارنات وارفق صورا لرئيس الوزراء الاسبق عبد الله حمدوك مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع صور كامل إدريس مع نائب أمير منطقة المدينة المنورة.
كثير من الناس يتعاطون السياسة من باب شرب القهوة والشاي والونسة وملء الفراغات المتعبة بفتح وكسر العين، ومعظمهم ينقلون ويتبنون ما ينقل لهم دون ادنى تفكير، و ما علموا لماذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتدبر والتفكر والتبين مما يؤتى به الينا حتى لا نصبح نادمين على تبعات ذلك.
للذين يعرفون المملكة العربية السعودية جيدا، لم تكن المدينة المنورة يوما ما مهبطا لطائرات وفود سياسية رسمية، ولم يكن الوقت ايضا وقت لاستقبال وفد رسمي سياسي وكل الإنظار كانت تتجه نحو الدوحة.
جمعت الدوحة كبار الأمة العربية والاسلامية، وكانوا يتداولون أمرا تعلمونه جميعا وكان بينهم السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان و قد رأيتم من كان في استقبال السودان في شخصه.
ان مشكلتنا الكبيرة في هذا السودان ان ابناءه هم الذين يستهزئون به وهم يظنون انهم يستهزئون بمن لا يوافقهم الرأي أو الهوى في شتى المجالات السياسية والثقافية والفنية والرياضية، و إنه لمرض عضال لو لم نتعافى منه لاوردنا كما الآن موارد لا تحمد عقباها.
لعبة السياسة التي لم ولن يجيدها ولا يتعلمها من يدعونها الآن هي اللعبة التي برع فيها السودان خلال هذه الفترة، وهي التي قادته لأن ينتصر على كل المخططات التي حيكت وتحاك ضده بعقول اعدائه من هنا وهناك وبأيدي بنيه للذين يساقون بأحلامهم الخاصة الى ما لا يستطيعون منه فكاكا.
زيارة كامل إدريس المدينة المنورة لا تعدو كونها سياحة دينية يزور فيها كامل إدريس المدينة المنورة في وقت كان فيه مقعد السودان بين الكبار مملوءا عزا وفخارا.
فإن كان كامل إدريس قد ذهب الى الرياض قولوا ما تقولون، وإن ذهب الى جدة ايضا قولوا ما تقولون، لكن اللعبة الذكية ان يذهب الى المدينة أولا في أول دخول له للمملكة لتبيان نوع زيارته، ومنها سينتقل عبر رحلة داخلية ربما خاصة الى جدة ومنها الى مكة المكرمة ليؤدي مناسك العمرة ويجعل المتسيسين يغوصون في حماقاتهم.
ان ما تتداوله الأقلام والالسن الآن عن هذه الزيارة انما هو من ضمن النتائج المرصودة والمتوقعة والتي فاتت على مدعيي السياسة، لكن الذين يفهمون سياسة كان هذا الكرت بمثابة هدف ذهبي في هذه الاثناء جعلهم يحركون عرائس مسارحهم لتقول ما قالت بحثا عن انتصار زائف.