مقالات

كم تبلغ انبعاثات الكربون الناتجة عن إزالة الغابات في السودان؟

بقلم : عبد العظيم ميرغني

غابات السودان في مرآة التجارب العالمية

• كم تبلغ انبعاثات الكربون الناتجة عن إزالة الغابات في السودان؟

خلال الفترة (2012–2021) بلغت في المتوسط حوالي 6.9 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

• كم تبلغ معدلات ثاني أكسيد الكربون المزالة بالتشجير وإعادة التشجير والتجدد الطبيعي للغابات خلال ذات الفترة؟

حوالي 2.1 مليون طن سنوياً.

•     ماذا يعني الفرق في صافي الانبعاثات البالغ حوالي 4.8 مليون طن سنويا؟

يعني أن إزالة الغابات ما تزال النشاط المهيمن في السودان، وأن جهود التشجير وإعادة التشجير غير كافية لتعويض الفاقد.

•    كيف تُقارن انبعاثات الغابات في السودان مع تلك في الكونغو الديمقراطية، ثاني أكبر كتلة غابات مطيرة في العالم؟

في عام 2024 سجّلت الكونغو الديمقراطية نحو 824 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل نحو 170 ضعف كمية انبعاثات السودان.

•      كيف تُقارن انبعاثات الغابات في السودان مع انبعاثات غابات الأمازون البرازيلية، الكتلة الغابية المطيرة الأضخم في العالم؟

في أغسطس 2024 وحده بلغت انبعاثات الأمازون 31.5 مليون طن، أي ما يعادل خمسة أضعاف مجمل انبعاثات السودان السنوية. أما في المتوسط بين عامي 2019 و2020، فسجلت الأمازون نحو 520 مليون طن سنوياً، أي ما يعادل 108 أضعاف السودان.

•     ومعدلات الانبعاثات العالمية من الغابات – سواء الناتجة عن إزالة الغابات أو إزالة ثاني أكسيد الكربون – تعتبر بمثابة ميزان صحة الغابات على الكوكب.

•     فهي تكشف إن كانت الغابات تؤدي دورها كـ “بالوعة كربون”، أو تتحول إلى مصدر كربون.

•    على المستوى العالمي تشير الأرقام الضخمة في الأمازون أو الكونغو إلى أن فقدان الغابات هناك لا يؤثر فقط على بلدانها، بل على استقرار المناخ العالمي ككل.

•      عندما تسجل الأمازون في شهر واحد فقط (أغسطس 2024) انبعاثات تفوق خمس مرات مجمل انبعاثات السودان السنوية، فهذا يوضح ضخامة الفارق في المساحة، الكثافة البيولوجية، والتحديات البيئية.

•      معدلات الانبعاثات العالمية مهمة لأنها تعكس أين يتركز الخطر الأكبر على المناخ العالمي.

•     على مستوى السودان يعني متوسط 6.9 مليون طن سنوياً من الانبعاثات مقابل 2.1 مليون طن امتصاص أن الفقد الصافي مستمر (4.8 مليون طن).

•    الرسالة هنا: إزالة الغابات هي النشاط الغالب، بينما جهود التشجير والتجدد الطبيعي ما زالت متواضعة أمام حجم الفاقد.

•    بالمقارنة مع عمالقة الغابات مثل الكونغو والأمازون، قد تبدو انبعاثات السودان صغيرة جداً. لكن بالنسبة لاقتصاد ضعيف ومعتمد على الموارد الطبيعية مثل السودان، فهي مؤثرة بشكل مباشر على الأمن الغذائي، المياه، والتصحر.

•   المعنى الأعمق المقارنة تكشف أن السودان ليس لاعباً كبيراً في ميزان الكربون العالمي، لكنه لاعب هش، أي أن أي فقد إضافي في غاباته يؤثر على استدامة موارده الداخلية أكثر من تأثيره على المناخ العالمي.

•    لذلك: عالميًا: تعني الأرقام توزيع مسؤولية المناخ بين الكتل الغابية الكبرى.

•   محليًا: تعني ضرورة رفع كفاءة برامج إعادة التشجير وإدارة الغابات، لأن الفجوة بين الانبعاث والامتصاص ما زالت واسعة.

•   لكن بعيدًا عن عمالقة الغابات مثل الأمازون والكونغو، يبقى السؤال: كيف تبدو صورة السودان عند مقارنته بدولة مماثلة له في حجم الغابات؟

•   مقارنة بدولة مثل كوستاريكا، بينما يسجل السودان صافي انبعاثات موجبة، تبلغ +4.8 مليون طن سنويًا، تسجل كوستاريكا صافي انبعاثات سالبة بقيمة –11.0 مليون طن سنويًا، أي أنها تمتص كربونًا أكثر مما تطلقه.

•    كيف نجحت كوستاريكا في قلب المعادلة على الجانب الآخر من الميزان، من مصدر للانبعاثات إلى “بالوعة كربون” تمتص ما يعادل 11 مليون طن سنوياً؟

•    كوستاريكا لم تحقق نجاحها صدفة، بل عبر تبني استراتيجية متكاملة وضعت الغابات في قلب التنمية.

•   فقد أنشأت كوستاريكا نظاماً لتعويض أصحاب الأراضي ماليًا مقابل حماية الأشجار وتشجير مساحاتهم، ومنعت القطع العشوائي بربط الملكية بمسؤولية الحفاظ. كما خففت الضغط على الحطب والفحم عبر التوسع في مصادر الطاقة النظيفة، وحوّلت الغابات إلى مصدر دخل من خلال السياحة البيئية. والأهم، أنها أشركت المجتمعات المحلية لتصبح شريكاً فاعلاً في حماية الغابة، مما عزز شعورهم بالملكية والانتماء.

•    هذا بينما السودان ما يزال محكوماً بأنماط استهلاك تقليدية للخشب والوقود الحيوي وضعف في آليات الحماية.

•    المغزى أن الأرقام، لا تضع السودان في مقارنة مع الغابات الضخمة فقط، بل حتى مع دول صغيرة مثل كوستاريكا التي أثبتت أن السياسات الذكية قد تعوض عن ضيق المساحة وتحوّل الغابات إلى مورد استراتيجي.

•    إن المقارنة مع تجارب عالمية مثل كوستاريكا تكشف أن الفارق ليس في الإمكانات بقدر ما هو في وضوح الرؤية والإرادة السياسية.

•    وإذا لم نغتنم هذه الدروس، فإن خسارتنا للغابات ستتجاوز مجرد أرقام الكربون لتصير خسارة لركيزة من ركائز بقاء الريف السوداني.

آمالي في حسن الخلاص؛ وتقديري العميق.

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى