
رسالة الجمعة
• لما أُسكن أبونا آدم عليه السلام الجنة، بما فيها من ثمار دانية ومياه جارية، أحسَّ بوحشة في قلبه، فخلق الله له حواء ليسكن إليها.
• ومن هنا يثور سؤال معاصر: ماذا لو حمل الذكاء الاصطناعي عنّا مشقة الكدح، وتركنا للشعور والمعنى؟
• تجيب دراسة مسماه “كون 25” لعالم الأحياء الأمريكي جون بي. كالهوون على هذا التساؤل.
• وضع كالهوون مجموعة من الفئران في جنة صغيرة: طعام لا ينفد، ماء جارٍ، مأوى آمن بلا أعداء.
• في البداية بدا كل شيء مثاليًا، تكاثرت الفئران وازدهر المكان.
• لكن شيئًا فشيئًا ظهرت الفوضى، وبدأت الروابط الاجتماعية تتفكك.
• تخلّت الأمهات عن صغارهن، واعتزل بعض الذكور في عزلة باردة.
• ومع النعيم المقيم، فقد المجتمع دافعه الحيوي، فتوقفت الولادات وانتهى كل شيء بالانقراض.
• يُشاع أن هذه التجربة أعيدت 25 مرة ولم تتغير النتيجة.
• قال تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ﴾ [الشورى: 27].
• فالوفرة بلا معنى قد تقود إلى الانقراض، بينما القلة مع إيمان وهدف قد تصنع أمة قوية.
• ليس النعيم في كثرة الأكل والشراب، بل في أن يكون لحياتنا غاية.
• فهل نرضى أن نكون مثل فئران “كون 25″، نكتفي بالماديات وننسى الجوهر؟
• قال تعالى في الذاريات: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الاية 56].
• وهذا هو جوهر الحياة: عبادة الله، والعيش بمعنى وغاية.
جمعة مباركة