مقالات

رسالة الجمعة

بقلم : د. عبد العظيم ميرغني

رسالة الجمعة

• لما أُسكن أبونا آدم عليه السلام الجنة، بما فيها من ثمار دانية ومياه جارية، أحسَّ بوحشة في قلبه، فخلق الله له حواء ليسكن إليها.

• ومن هنا يثور سؤال معاصر: ماذا لو حمل الذكاء الاصطناعي عنّا مشقة الكدح، وتركنا للشعور والمعنى؟

• تجيب دراسة مسماه “كون 25” لعالم الأحياء الأمريكي جون بي. كالهوون على هذا التساؤل.

• وضع كالهوون مجموعة من الفئران في جنة صغيرة: طعام لا ينفد، ماء جارٍ، مأوى آمن بلا أعداء.

• في البداية بدا كل شيء مثاليًا، تكاثرت الفئران وازدهر المكان.

• لكن شيئًا فشيئًا ظهرت الفوضى، وبدأت الروابط الاجتماعية تتفكك.

• تخلّت الأمهات عن صغارهن، واعتزل بعض الذكور في عزلة باردة.

• ومع النعيم المقيم، فقد المجتمع دافعه الحيوي، فتوقفت الولادات وانتهى كل شيء بالانقراض.

• يُشاع أن هذه التجربة أعيدت 25 مرة ولم تتغير النتيجة.

• قال تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ﴾ [الشورى: 27].

• فالوفرة بلا معنى قد تقود إلى الانقراض، بينما القلة مع إيمان وهدف قد تصنع أمة قوية.

• ليس النعيم في كثرة الأكل والشراب، بل في أن يكون لحياتنا غاية.

• فهل نرضى أن نكون مثل فئران “كون 25″، نكتفي بالماديات وننسى الجوهر؟

• قال تعالى في الذاريات: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الاية 56].

• وهذا هو جوهر الحياة: عبادة الله، والعيش بمعنى وغاية.

جمعة مباركة

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى