
استراتيجية الصمغ العربي: ذهب السودان الحقيقي واستثمار الاستدامة
يمثل الصمغ العربي رمزًا من رموز الهوية الوطنية، ورافدًا حيويًا من قلب الطبيعة يمنح الصحة والدخل والاستدامة. واستثماره يعني ازدهار الاقتصاد الوطني عمومًا، وازدهار مجتمعات الصمغ العربي على وجه الخصوص. فهو لا يُعد فقط منتجًا زراعيًا بل كنزًا استراتيجيًا يحمل إمكانات تنموية هائلة.
الرؤية:
بناء قطاع صمغ عربي رائد ومستدام، يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز الأمن الغذائي في السودان.
الأهداف:
1. تحقيق القيمة المضافة: التحول من تصدير الصمغ العربي خامًا إلى تصنيعه محليًا بالكامل، ما يضاعف العائد الاقتصادي ويحفز الصناعات الوطنية.
2. تنمية المجتمعات المحلية: دعم البنية التحتية والخدمات في مناطق إنتاج الصمغ العربي، ورفع قدرات المنتجين وتمكين المرأة والشباب.
3. حل مشكلات الأراضي: تقنين وتسجيل الأراضي لضمان الحقوق وتعزيز الاستقرار والاستثمار في القطاع.
4. تعزيز البحث العلمي: دعم مراكز الأبحاث لتطوير تقنيات الإنتاج والحصاد والمعالجة، وتحسين الجودة وفق المعايير العالمية.
5. تحديث التسويق والتصدير: تطوير سلاسل القيمة والترويج للصمغ العربي في الأسواق العالمية ضمن اتفاقيات وشراكات استراتيجية.
لماذا الصمغ العربي؟
السودان ينتج أكثر من 80% من الإنتاج العالمي للصمغ العربي (FAO, 2021).
يدخل في أكثر من 108 منتج في الصناعات الدوائية، الغذائية، والتجميلية (UNCTAD, 2020).
صنّفته الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ضمن المحاصيل الاستراتيجية للتنمية المستدامة في أفريقيا.
له دور محوري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) خاصة القضاء على الفقر، الأمن الغذائي، والحفاظ على البيئة. خصوصية الاستراتيجية الصمغ العربي :
1. سلعة حصرية بالفعل
الصمغ العربي الطبيعي يُستخرج من شجرتي الهشاب والطلح، وهما تنموان أساسًا في السودان ومنطقة الساحل الأفريقي.
السودان وحده يُنتج حوالي 80–90% من الإنتاج العالمي، وهذا يمنحه احتكارًا طبيعيًا لا يُقدّر بثمن.
2. فشل الزراعة الصناعية عالميًا
الدول الغربية حاولت زراعة شجرة الهشاب في بيئات أخرى (مثل أستراليا أو أمريكا الجنوبية) لكنها فشلت في الحصول على نفس الجودة والإنتاجية.
السبب: خصوصية المناخ والتربة في مناطق “حزام الصمغ العربي”، وخاصة غرب السودان.
3. التحكم في السوق: فرصة ضائعة حتى الآن
رغم الاحتكار، يتم تصدير الصمغ خامًا وبأبخس الأسعار أحيانًا بسبب غياب التنظيم والتصنيع المحلي.
لا يُباع بالجرام بل بالطن، ويشتريه المستوردون بثمن زهيد ويبيعونه كمادة مضافة في الأغذية والأدوية بأسعار مضاعفة.
لو تم تصنيفه كسلعة استراتيجية وتسويقه كسعر الذهب أو الزعفران، لكان السودان يفرض السعر الذي يريد.
4. الحل: تسويق احتكاري منظم
للسودان (أو دول الحزام) أن تتحكم بالسوق من خلال:
إنشاء بورصة الصمغ العربي كسوق عالمية منظمة.
بيع الصمغ بأسعار ثابتة بالجرام مثل الذهب.
منع تصديره خامًا، وتصديره كمنتج معالج فقط.
فرض شهادات منشأ وجودة تعكس أصله النادر والفريد.
الصمغ العربي ذهب السودان الأبيض، ويمثل فرصة سيادية للتحكم العالمي في سلعة نادرة لا يمكن تصنيعها أو استنساخها.
لكن لتحقيق ذلك، لا بد من إرادة واستثمار محلي، وتنظيم تصديري صارم .