مقالات

10 يونيو 2025م

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

 

10 يونيو 2025م

هل نحن نعاني لأننا نناضل أم أننا نعاني لأننا ضعفاء همنا الأمن ولقمة العيش في إي مرتع؟

ويبرع العالم حولنا في معركه اخرى من المعارك الدائرة الآن لإذابة السودان، و لعلها من اهم المعارك لأن تفاصيلها قد اختيرت وصممت بعنايه فائقه لتكون قاصمه ظهر لبقيه المعارك حتى تحول دون تحقيق الهدف الأسمى من خوض هي هذه الحرب بعدما بات الإنتصار وشيكا و كانت المعاناة عظيمة.

كل القنوات الفضائية وعلى ألسنة كبار المسئولين من كبريات الدول يتحدثون عن معاناة السودانيين، ونفرح نحن بان السبناتور فلان و الرئيس الفلاني والمسئول الفلاني والممثل الفلاني واللاعب الفلاني و أن الدول الفلانية قد انتبهوا لنا بدليل انهم باتوا يتحدثون عن معاناة شعبنا.

و الغرض، ليس أنهم يريدون مواساتنا، بل يريدون سجننا في محطة المعاناة والتسول والارتماء في احضان كل من يبدو لنا انه يواسينا و يضمد جراحنا لننسى ماذا فعل بنا مقابل لقمة عيش وعيشة خالية من القيم والأخلاق وإن بدت آمنة مطلية بالهرج والمرج والانحلال.

لكن الصورة التي يريدون تشويهها وتشويشها هي اننا نعاني معاناة الاحرار والاشراف، لأننا قد آلينا على انفسنا أن نناضل لتحقيق أسمى غاياتنا. و ما النضال الا حزم من المعاناة، فالذي يناضل من أجل للحرية يعاني الامرين من سجن و قتل و سحل و تشريد كمانديلا، والذي بناضل من أجل لقمة العيش يقاسي الامرين، و الذي يناضل من أجل الدين أو القيم أو الاخلاق أو الفضائل لن يكون طريقه ممهدا ومحفوفا بالورد. و لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله، لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر.

نحن كسودانيين حقيقة عانينا ونعاني، لكن ما سبب معاناتتا؟ وهل من سبب بستحق تلك المعاناة لننتقل الى المحطة المهمة في تاريخ حياتنا و لماذا نعاني و نستمتع بمعاناتنا، كالذي يستمتع بصوت بطنه تثور جوعا وفمه ينفث خلوف العطش و يحرم نفسه مما أحل له في غير اوقات الصيام، لانه يعلم تماما مثوبة هذا الذي هو فيه، و لن بندم يزما انه أمسك من بداية الخيط الأبيض الى بداية الخيط الأسود.

اننا نناضل من أجل الحرية و الكرامة و رفض الذل و الهوان والتبعية للتافهين، اننا نبحث عن الاستقلال الحقيقي للسودان، الاستقلال الذي يذهب عقود التبعية و الاستعمار الذي صمم لأن نكون في داخله الى يوم يبعثون وإن نكون فقط ادواتا عمياء في إيادي نتنة تستعين بما هي أنتن منها من الداخل للاسف.

الذين يرددون اننا نعاني نقول اهم نعم اننا نعاني معاناة محببة سيخلدها التاريخ مهما كانت قساوتها لنشتري بها انفسنا ونعتقها لوجه الله تعالى لأننا نسطر ضروبا من النضال لا يعرفها شعب قبلنا و لا بعدنا، و لأنه لم يوجد اصلا على هذه البسيطة شعب قبلنا، فالتاريخ وإن تم تدثيره بالاكاذيب سيرفع راسه يوما ليعلم الجميع اننا من صنع بدايته ويقول اهم هيا تعلموا كيف تكونوا بشرا سويا.

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى