مقالات

أدعموا الشرطة عاجلاً

 بقلم : محمد محي الدين

أدعموا الشرطة عاجلاً

قوات الشرطة السودانية ذات التاريخ المجيد الحافل بالإنجازات والماضي العريق منذ أن تم إنشاؤها ظلت ساهرة تعمل لخدمة الشعب السوداني حفاظا على الأمن والاستقرار في كافة ربوع البلاد.

والفاحص والناظر في سجلات انجازات الشرطة في إداراتها واقسامها المختلفة يجد الكثير من الشواهد التي تؤكد مقدرتها في الكشف عن الحوادث والجرائم التي ترتكب بما لها من عناصر ومعدات وآليات مكنتها من التوصل إلى مرتكبي الجرائم والاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم في زمن وجيز واحترافية كانت موضع التقدير والإشادة من المسؤولين في الدولة.

إن الأوضاع التي تمر بها البلاد حالياً بالحرب المفروضة على السودان تتطلب دعم قوات الشرطة الحالية وذلك وفق خطة ومنهجية مدروسة تواكب ما ترأى لمهام الشرطة على الصعيدين الإقليمي والدولي وذلك بإعادة هيكلة الإدارات والأقسام العامله في الشرطة والمزيد من فرص التدريب والتأهيل في الداخل والخارج.

والسودان دولة مساحتها واسعة وشاسعة تفوق في بعض ولاياتها مساحات دول أخرى وعلى سبيل المثال فإن مساحة إقليم دارفور أكبر من مساحة فرنسا في أوروبا ولذلك فإن الأعداد الحالية لقوات الشرطة في ظل حالة الحرب تتطلب المزيد من قوات الشرطة بعشرات الآلاف وفق نهج جديد في الاستيعاب بالحصول على مؤهلات علمية ودراسية عالية في مختلف التخصصات .

والحقيقة التي لا نملك أن نقولها بالصراحة والوضوح أن قوات الشرطة لم تجد الاهتمام المطلوب من كافة الحكومات التي تولت إدارة الحكم في البلاد حيث كانت مرتبات ومخصصات العاملين في الشرطة من أعلى الرتب وحتى الأدنى أقل كثيرا من جهات أخرى تعمل في الدولة وهذا الأمر دفع الكثيرين إلى ترك العمل بالشرطة والهجرة إلى دول الخليج العربي لتوفير العيش الكريم لهم ولأسرهم وتأمين مستقبلهم خاصة وأن الكثيرين من ابناء تلك الدول كانوا قد التحقوا بالكلية الحربية السودانية وكلية الشرطة بالسودان ويعلمون كفاءة ومقدرة هؤلاء الذين هاجروا الى تلك الدول .

إن طبيعة التكوين الجغرافي في كافة أقاليم السودان تتطلب أن يتم توفير الإمكانيات اللازمة لقوات الشرطة وذلك بتوفير الآليات والمعدات الحديثة حتى تمكنهم من الانتقال إلى مواقع الأحداث بالسرعة العالية وأن نضع في الاعتبار تسليح قوات الشرطة بالأسلحة المتقدمة والمتطورة التي تمكنهم من التعامل مع المعتدين. بعد أن تم الكشف في بعض الولايات عن وقوع اعتداءات للمجرمين والمتفلتين خاصة في حدود الولايات الشرقية والجنوبية لدول الجوار من عصابات تنطلق من تلك الدول لنهب وترويع المواطنين بعد أن تم الإغراء لهم من المليشيا الإرهابية المتمردة بالمال والسلاح لإحداث حالة من الرعب والخوف للمواطنين. وهذا ما دفع ولاة الولايات في تلك المناطق إلى تكوين قوات مشتركة من القوات المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات العامة مما ساعد على التصدي لهذه الاعتداءات والقضاء على مرتكبيها.

إن خلاصة القول أن على الحكومة الحالية ان تشرع فوراً في دعم قوات الشرطة بناءً على ما ذكرناه خاصة والبلاد مقبلة على تشكيل حكومة جديدة برئاسة دكتور كامل إدريس رئيس الوزراء والذي من مهامه أن يسود السلام والوئام في السودان بالتواصل مع كافة القوى والأطراف السياسية في البلاد.

ونشير إلى تكامل الأدوار بين قوات الشرطة والقوات المسلحة والأجهزة الصحفية والإعلامية، وذلك بتمليك المعلومات لها حتى تقوم بدورها في تنوير الرأي العام والمواطنين، خاصة أن هناك الكثير من الأخبار والمعلومات المضللة والمدسوسة التي تبثها الجهات المعادية في ظل التطور في الاتصالات بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة، وينبغي في ظل الأوضاع الراهنة بالبلاد التأكد من صحة المعلومات والأخبار الواردة من الولايات وغيرها، وذلك بالاتصال بالناطق الرسمي للقوات المسلحة والناطق الرسمي لقوات الشرطة.

وختاما نسأل المولى عز وجل أن يسود الاستقرار والسلام وأن يستتب الأمن في كل أرجاء البلاد التي عانت كثيرا في ظل هذه الحرب اللعينة التي دخلت

عامها الثالث وأن ينصر الله السودان على المليشيا المتمردة وأعوانها في الداخل والخارج.

وما النصر إلا من عند الله وأن تنصر الله ينصركم ويثبت أقدامكم.

مساعد مدير وكالة السودان للانباء الأسبق

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى