
رحيل الصغار موجع
صغيره فى عمرها بعدد السنوات لكنها كانت كبيره فى كل المهام التى تقوم بها ، تعرفت عليها قريباً لم تتجاوز معرفتي بها أشهر معدودات لكنها كانت بمثابة معرفة عمر تتسرب إليك كما النسمه ، الحبوبات والأهل الكبار كانوا يقولون على من يمضي إلى رحاب الله فى سن الطفوله وقد ترك أثراً أكبر من عمره ( جنا فراق ) وهكذا كانت تمبوشه كما كانت تناديها والدتها المكلومة وكما كان يناديها اخوتها وكل من عرفها .
تمبوشه التى التقيتها أكثر من مره وزرتها فى البيت بوجود امها وبغيابها كانت فى قمة المسؤلية تجاه اخوتها الأكبر سناً منها وتجاه مجدي الأصغر منها مباشرةً ، كانت موده تحكي لى عن امتانها لله عز وجل أن منحها تمبوشه وكانت تقول لي أنها تشعر بأن طفلتها هذه هي أمها من فرط إهتمامها بها وبتفاصليها وقد كتبت موده منشوراً على صفحتها بالفيس قبل أيام يعبر عن سعادتها بأن تمبوشه فى حياتها وكانت تمنى نفسها بأن تراها عروساً فى فستان زفافها الأبيض لكن شاءت الأقدار ألاتراها حتى وهي تلتف بثوبها الابيض وتغادر الدنيا إلى غير رجعه ، غادرت دار الفناء إلى دار البقاء وتركت خلفها قلوباً يعتصرها الألم بهذا الفراق المفاجئي وهذا الرحيل السريع .
الموت مهما تكرر فهو يأتي جديداً متجدداً فقد فجعنى واوجعنى نبأ رحيل الطفلة تمبوشه إبنة صديقتي الاعلامية موده شاهين ، اوجعنى لأنى عرفتها ولأنى اعرف كم هو موجع هذا الفقد لموده فلم تكن تمبوشه طفلةً عادية مثلها مثل بقية من فى عمرها بل كانت صديقة والدتها واماً لإخوتها ، والملاك الحارس لريري، يالله كيف ستبدو الحياه من دونها لهذه الأسرة التى كانت هي قلبها النابض .
اللهم هذا قضاءك ولا راد له ، والموت سبيل الأولين والآخرين ولا نقول إلا مايرضيك ( إنا لله وإنا إليه راجعون) ونسألك اللهم أن تربط على قلب موده وأن تصبرها على هذا المصاب فالحياة لم تكمل اختباراتها بعد .
نبض الورد
رحيل الصغار يوجع مرتين