دموع الورد

مذكرات نازحة (٤) العوده للمنزل

دموع الورد : د. نوال خضر

مذكرات نازحة (٤)

العوده للمنزل

امضينا يومين فى الفتيح وكان زوج اختى اكثرنا قلقاً وهاتفه لم يكف عن الاتصال والاستفسار ، وأخبرنا أنه يجب أن يسلم نفسه لأقرب وحده عسكرية رغم انه مفرغ فى دوره للرواد لكنه لم يفعل رأفةً بنا لأنه لو خرج سنخرج معه للبحث عن طريقه نعود بها للديار  ، فى اليوم الثالث للحرب استيقظنا باكراً واخبرناه أننا قررنا العوده  إلى منازلنا ، حاولنا أن يثنينا ، ورغم أن مايحدث خارجاً كان مجهولاً بالنسبة لنا لكننا أصررنا على المغادرة وخرجنا وخرج معنا زوج اختى فى طريقه إلى منطقة الذخيرة العسكرية .

من حسن حظنا أننا وجدنا حافلة أقلتنا إلى اللفة وهناك كل العربات المتحركة كانت وجهتها الذخيرة فقط إذ لا طريق للوصول للسوق العربي أو أم درمان، ونحن فى حيرتنا تلك وجدنا سيدة تريد الذهاب إلى أم درمان كذلك واخبرتنا أن الطريق الوحيد المتاح لأم درمان عبر جبل أولياء فعزمنا وتوكلنا على الله وقررنا خوض التجربة مهما كانت النتائج ، وهنا ودعنا زوج اختى وكان هذا آخر عهدنا به وآخر لقاء لنا معه لأنه استشهد لاحقاً .

تحركنا بإتجاه الحافلات التى تشحن لجبل أولياء وبالتأكيد كانت هذه فرصة لإستغلال المواطن حيث تم رفع سعر المشوار ثلاثه أو أربعة أضعاف ولأننا مضطرين دفعنا من سكات ، اوصلتنا العربة إلى مدخل الجبل فقط وعلينا أن نركب أمجاد تقلنا للداخل قرب الخزان وللأسف كل ما كان معنا لم يكن يكفي للمشوار دفعناه فى انتظار أن يشاركنا آخرون وبالفعل شحنت الامجاد واوصلتنا إلى منطقة معينه قال لنا السائق   أنه لن يستطيع أن يصل اليها وأشار إلينا بيده لننضم للذين ينتظرون عبور الخزان .

ماشاهدته وسمعته خلال ساعات الانتظار لن يمحي من الذاكره ، انا كان برفقتى ابنى الصغير واختى الرائد كانت تحمل طفلها الرضيع ، أصوات الرصاص تانينا كل حين مشينا حتى وصلنا كانت هنالك شجره واحده ولاشي سوي أن نفترش الأرض التى كانت تمتلئ بفوارغ طلقات الرصاص ، جلسنا على الأرض دون أدنى اهتمام بما نرتدي أو أن هذا الوضع لم نعتد عليه ، واخبرونا ان نتخذ من الشجرة ساتراً جلسنا وأصوات الرصاص لا تتوقف يبدو أننا كنا على مقربة من قاعدة الجبل العسكرية .

النساء كن فى اتجاه والرجال فى اتجاه والجميع يجلس أرضاً فى انتظار الإشارة لعبور الخزان ، ويبدو أن ذات المشهد يتكرر بالضفة الأخري للخران لأن هناك أشخاص كانوا يأتون من الجهة الأخري ويتم تفتيشهم وياويل من تم الاشتباه به .

ونواصل ….

نبض الورد

خلاصة تجربة النزوح

تخرج من دارك حزين ح تلاقي الفرح عند مين

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى