يوميات نازح
مررنا بذات التجربة، خضنا الامتحانات نفسها وتعلمنا الدروس عينها. نحن أبناء الحرب، أينما التقينا نحكي. نحكي عن فجيعتنا ونارنا التي لن تبرد، عن غيابنا الذي طال أوانه وعن تشردنا الذي لا حد له.
نلتقي ونعيد ذات الحكايا بلا كلل ولا ملل، نرددها لكل من يعرف نفسه “أنا نازح”. نفتح أيدينا لاحتضانه لأننا أكثر من يعرف كم الجروح غير المرئية التي لحقت به.
وكأن القصص التي كانت تُحكى لنا ونحن صغارًا تحققت، أن الظلم الذي وقفت ضده قديماً في الحكايا تحقق على أرض الواقع معي شخصياً. والذئب الذي بغضته لخداعه للأغنام تحول لوحش له أتباع لا يقلون شراسة منه، وصرنا نحن الهدف.
هل جربت شعور أن تصبح عودتك للمنزل بمثابة حلم؟ ماذا عن الحي وسكانه؟ جيران ألفونا وألفناهم ودعناهم ذات مساء، ومنذئذٍ لم يطلع الصبح حتى يومنا هذا.
إلى متى سيستمر هذا الحال يا ترى؟
وعلى أي بر سترسى سفننا؟
هل تاني من عودة؟ وهل باقي لينا أمل؟!