مدنى أفراح وأفراح
تسابق الجميع أمس للتعبير كتابةً عن فرحتهم بعودة مدينة ودمدني إلى حضن الوطن وسيطرة الجيش السوداني عليها ، ولكنى آثرت أن أعيش احساس الفرحة فعلياً فخرجت إلى الشارع وسط مدينة الدامر فكان الفرح يملأ الشوارع والطرقات نساء ورجال ، شباب واطفال ، زغاريد، بكاء ، صرخات ، ايدي تهتز من داخل السيارات وأشكال مختلفة من العرضة السودانية ، مزامير السيارات بمختلف الأصوات ، طلقات الأعيرة النارية ، وحبات الحلوي تتطاير فى الفضاء تلتقطها الأيدي لتعلن ان عودة مدنى بطعم الحلوي والعسل وجعلت كل القادم أحلي .
مشاهد تجعل القلب يرقص فرحاً والعين تفيض دمعاً وشوقاً عشت كل هذه اللحظات الجميلة مع عامة المحتفلين ورجعت لأكمل فرحي واحتفالي عبر شاشة تلفزيون السودان الذي كان حاضراً فى بث مباشر من كل مدن السودان التى خرجت فى مسيرات فرح عفوية فكانت قضارف الخير وعطبرة ، بورتسودان ومروي ومن داخل مدني وحتى خارج السودان كان السودانيون يعبرون عن فرحتهم بعودة مدنى ، فكان أن سألت نفسي لماذا هذا الإحتفاء بعودة مدنى وقد عادت قبلها سنجة والعديد من القري والمناطق ، لكنى بيني وبين نفسي قلت أن مدينة ودمدنى لها رمزيتها فهى قلب الجزيرة النابض وعودتها تعنى أن هذه المليشيا تلفظ أنفاسها الأخيرة ، كما أن لمدنى دلالتها الاقتصادية من خلال مشروع الجزيرة، وقبل هذا وذاك مدني سقطت بخيانة فجاءت استعادتها لتقول إن كان فى الجيش خائن ففيه الف ثائر وفدائي ومخلص يزودون بأرواحهم رخيصة فداءً لتراب هذا الوطن ، لقد عادت مدنى قوةً وعنوةً واقتدارا وقد سطر الجيش السوداني اسمه بأحرف من نور فى سجلات أقوي جيوش العالم من خلال ملاحمه البطولية التى خاضها ضد مرتزقة من عدة دول هيأة لهم المليشيا المتمردة كل العدة والعتاد ولكن هيهات أن يتفوقوا على جيش يحارب لحماية أرضه وصون عرضه .
التحية للجيش السودانى بمختلف اطيافه التى حملت السلاح زوداً عن حياض هذا الوطن ، والتحية لمدينة ودمدني وهي تهدينا هذا الفرح بعودتها لحضن الوطن، والتحية لشهدائنا فى عليائهم وعاجل الشفاء للجرحي والمصابين .
نبض الورد
إبتسم انت فى ودمدني