مقالات

رسالة الى القائد برهان وحكومته

زاوية شوف أخرى : ناجي فرح يوسف

زاوية شوف أخرى

ناجي فرح يوسف

رسالة الى القائد برهان وحكومته

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، وبعد،،،

ما وقفنا خلفك لاجل عرق أو جنس أو جهة، بل كان ذلك لأنك ترتدي البدلة العسكرية وتمثل الجيش، ولم نقف خلف الجيش لانتماءاتنا الوظيفيه، بل، لأن الجيش هو الحامي لحمى الوطن والممثل الشرعي لوحدة كيانه والحفاظ عليها.

فعندما كان، ولم يزل، البعض يهتفون (معليش معليش ما عندنا جيش)، ويكيدون للوطن في ظهره، ملأنا كل الحناجر (جيش واحد شعب واحد)، وارتدينا البدلات العسكرية، وتدربنا وملأنا الشوارع أن حي على الجهاد وحي على الفلاح، وتنادينا من كل فج عميق حتى اصبح (الشعب جيشا) و (الجبش هو الشعب)، و أصبحت انت قائدا للشعب، و زينت نغمات هواتفنا و غناوي أفراحنا جلالات الجيش في شتى بقاع الارض.

و لنكون حماة للوطن، نفتديه بالغالي والتفيس، اقتدينا بالجيش كوظيفة دون باقي الوظائف في الدولة، فالجياشي يلتحق بوظيفته ليموت، بينما يبحث الآخرون عن الوظائف ليعيشوا، فاخترنا الموت لنا عيشة، لأن الموت هنا شهادة، والشهادة خلود في الجنة.

سيدي القائد، لقد إلتف الناس حولك للاسباب التي ذكرتها لك ، ليس الا، برغم المكايدات السياسية والتقاطعات العالمية التي أوحت لمن أوحت بشن الحرب.

إلتف الناس حولك كما لم يلتفوا خلف قائد من قبل، بكل اطيافهم واديانهم ومناطقهم وقبائلهم لأنك تمثل عندهم الحيش، ولأن الجيش هو الوطن، فلا تجعلهم يلتفون عن الوطن بدلا من الالتفاف حوله.

السيد رئيس مجلس السيادة، إن الحرب قد افرزت ما افرزت، وكشفت من العورات و الخبايا ما كشفت، فلم يعد هناك مستورا أو مستترا، لذلك (اتحزم) الجميع ووقفوا في خندق واحد يقصدون الانعتاق من الذل والهوان والعبودية ليعيشوا في وطن آمن وطن عادل وطن لا يفرق إلا بين الصالح و الطالح.

السيد البرهان، كلنا نعلم طبيعة هذه الحرب، فاذا كانت حرب المدن من أصعب الحروب لأن بينك و بين العدو مسافات صفرية وعوامل تعيق التعامل بمبدأ الحرب، فأنني أجد أن (حرب القربى) هو الاسم الاشمل لهكذا أنواع من الحروب.

و القربى في الاهل والعشيرة والجنس والدين واللون والعرق والعمل والكيان، تجعل الاعداء داخل كل جسم يسع واحدا أو مجموعة من هؤلاء، وهنا تكمن الصعوبة، ونحن نعلمها.

السيد القائد، بلسانك ولسان قادة الجيش أكدتم لنا انها حرب قربى، و سميتموهم بالطوابير، و تحدثنا عن الذين يغوصون في بطن الخدمة المدنية و العسكرية، و أن كل منهم حارب ويحارب بما قبض من ثمن بخس استطاع به إن يكون غازيا أو مساعدا للعدو.

ولطالما انها (حرب قربى)، لا تقف الحرب فيها فقط حمل السلاح، بل شملت حروبا سياسية واقتصادية ودبلوماسية ومعنوية وكل انواع الحرب الباردة لتعمل جنبا الى جنب مع الدوشكا والقرنوف

و القصد من هذه الحروب إن تفقدنا التماسك والتكاتف ليسود العدو وما اكثر الاعداء،.

ذلك نطالب سيادتكم بوقف زحف الصدأ الذي يلتف حول هذا التماسك بأن يخرج علينا الناطق الرسمي بإسم الحكومة، ليبين للناس كل ما التبس عليهم

هناك الكثير من الافادات من مسئولين سابقين وحاليين عن مسئولين سابقين وحاليين، و من كتاب و صحفيبن و ناشطين، و من مواطنين عاديين قد ملأت الميديا تقول أن هناك خطوبا لا تقل خطورة عن الخرب الدائرة بل أنها جزء منها و وقود لها.

تحدث المتحدثون عن بعض الولاة، وتحدثتم انتم عن بعض الطوابير والعملاء، واشارت بعض الكتابات الى بنك السودان، و الوزارات والاحزاب وكل ما كتب واذيع سرا و جهرا، لابد من الاشارة اليه و الى ما تم فيه من قبل الدولة، فإما كان كذبا و تلفيقا و يعاقب صاحبه أو كان صحيحا و يعاقب الجاني علنا.

عدم البت في هذه الاشياء و توضيح حقائقها هو الصدأ الذي يأكل كل ما وصلنا إليه من لحمة وطنية وروح صدق بدأت تدب في جسد الوطن. فقد لا تحتملون إن انتقدكم النقاد، ونحن كذلك، لان هذا مقصد للعدو من ضمن حربه علينا، وإن صمتكم تجاه ما اثير يفقد الوطن و يفقدنا السند الشعبي لأننا نقاتل لاجل الدين و الوطن ونريد إن نربأ عن الشبهات

نتمنى سيدي الرئيس أن يخرج علينا الناطق الرسمي بإسم الحكومة ليخبرنا عن سير المعارك وفقا لما يخدم السر والجهر في الحرب, وعن مصير الطوابير وعن بنك السودان.

قولوا لنا م تم بخصوص الذين قال عنهم ياسر العطا، وعن محور الشرق وعن كيكل وتأخر استرداد مدني وعن غرق الجزيرة ابا وعن الطائرات الاماراتية التي تهبط في نيالا.

و اخبرونا عن مورال والمشتركة ودفاعها في الولايات الآمنة، و عن موازنة العام الجديد، و عن سفرائنا الذين مازالوا يرتدون الكدمول، و عما حدث في سلطنة عمان.

كلمونا عن وضع النازخين في كل مكان و ماذا فعلتم لأجلهم، وخاصة في مصر و رأي الحكومة فيما صممت مصر لنا خصيصا من قوانين للهجرة بعيدا عن الامم المنتحرة.

حدثوننا عن الفيتو الروسي وعن المبادرات بما فيها التركية، واخبرونا عن سبب جلوسنا للصلح مع الامارات، و عن أي ادانة نتصالح بها معها،

حدثوننا عن ود موسبفيتي، وما تنسوا تشاد، وعن المرتزقة والسجل المدني و عودة عنان.

السيد القائد برهان، إن الصمت يفتح ابواب التأويل، والتأويل يوصد ابواب التهليل، ويستبدل الكثير بالقليل، في زمان الحصاد بالصبر الجميل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جيش واحد شعب واحد

يقين برس

صحيفة اللكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى