حكومة منفى
أم حكومة منفعة
أما كفى الاسم شرحا وتأويلا، كيف تحكم مكانا لا تتواجد فيه، اين يوجد رئيس الوزراء و جوقة وزرائه، و اين يوجد بقية الذين يدورون دولاب الدولة هل كلهم في المنفى؟.
ما معنى المنفى، هل قطعت ايديكم وارجلكم من خلاف؟، أم من ذا نفاكم من الارض؟، فهل ينفي الإنسان نفسه أم يهاجر الى حيث اختار.
من إي بقعة ستديرون دولاب الدولة؟ و في اي مدينة تسكنون ايها الحكام. و من هم رجال المرور الذين يفتحون لكم الطريق وانتم مابين بيوتكم و اماكن عملكم، و هل سيؤدي الشرطي الموجود على جنبات الطريق التحية العسكرية لعسكر المنفى؟
فاذا كان هناك ما يمنع وجودكم داخل الوطن ، فمن يستطيع إن يفعل ما يريده المنفيون من الأرض في الأرض . و هل ستدبرون امر كم و انتم مقيدون بقواتين مقر حكومتكم.
هل يتمتع وزراؤكم وحكامكم بحصانة تمنع رجل الشرطة مثلا، إن يقتاده الى الحجز؟، و هل ستحكموننا وانتم ذليلون تحت كفالة و سمع و بصر آخرين من دون دولتنا.
أم هل ستحكموننا بجوازاتكم واقاماتكم وجنسياتكم التي تحملونها، يعني حكام محترفون من الخارج.
حكومة المنفى تعني الارتماء في حضن الاعداء، وتعني انكم لا علاقة لكم بهذا البلد.
من اين تنالون مرتباتكم واجوركم وتذاكر اسفاركم؟، من يدفع لكم ذلك؟، ام هي من موارد الدولة؟، وإن كانت كذلك اخبرونا كيف تتحصلون عليها؟.
حكومة المنفى تعني تاكيد الارتزاق، وتعني انكم لا تستطيعون الفكاك من التزامكم غير الاخلاقي مع من غرر بكم خلف الابواب، ولا مناص إلا إن تواصلوا أو تفضحوا.
فالفضيحة قد وقعت، و الافصل أن تتركوا باقي كرامة علها تشفع لكم يوم تتبختر عوراتكم
وحكومة المنفى تعني المسمار الاخير في نعشكم ، وتعني انكم بلا كرامة، لأن من يعرض بلده في سوق النخاسة العالمية هو إنسان لا قيمة له ولن يحترمه الناس بنا فيهم من أمره بعرض الوطن في مزادات الوضاعة
وكل يوم تغرب شمسكم، وكل يوم تزداد روائحكم النتنة نتانة، وكل يوم تخيبون ظننا فيكم بسعيكم في نهش كرامتنا.
حكومة المنفى التي اختلف حولها التقدميون، والتي اعلن فيصل محمد صالح انها قاب قوسين أو أدنى، هل ستحكم الناس و الأماكن التي يسيطر عليها الجيش الذي هي ضده، أم الناس والاماكن التي يسيطر عليها جناحكم العسكري الذي اصبح قادته الآن يتوعدونكم ويكيلون لكم السباب ؟
حكومة المتفى،، هل عاصمتها الخرطوم أم الضعين أم الجنينة أم أبوظبي أو الزرق أم كم بالا أم أم جرس؟، حكومة منفى بالجنيه القديم أم بالجديد…
مني أنا: نسأل الله إن تقدموا على هذه الخطوة لنرتاح من هذا الكم الهائل من اذرع المحاور الخارجية التي مهدت لهم الطريق للعبث ببلادنا، و للذين خدعوا أبناء بلادي الآملين في غد افضل وعشموهم بالخير الوفير وباعوهم. واحبطوا الذين كانوا يظنون فيهم خيرا.