
هجليج … كش ملك سلفا
ما ظللنا نردده هو أن السودان يلعب في المسارين السياسي و الدبلوماسي و العملياتي الحربي بالتوازي وفقا لما يمتلك من معلومات استخباراتية أو ما يحاط به علما من جهات ذات مصالح مشتركة.
جوبا كان لها دورا بارزا في صياغة ما نحن فيه و عليه من مآس منذ نيفاشا مرورا باتفاق جوبا الذي انتج واقعاً سياسيا اعرجا، و بالتالي تسعى لتبنيه لو لم يكن رسميا و في العلن، لكن من المؤكد ان هناك لعب خلف الكواليس، بغض النظر عمن يقف خلفه.
و عندما يُطلب إجتماعا عاجلا في جوبا لتنهي فيه شركة CNPC الصينية تعاقداتها النفطية رسالة ان النفط في وجود الطاقة البديلة ليس امرا يستدعي الدخول لاجله في حرب، لأن صاحب المصلحة الأولى هو الذي عليه تحمل مسئولياته في الحفاظ على اشيائه.
فالموضوع ليس كما تناوله البعض عن انسحاب الجيش من هجليج و ان الجيش خسر خسرانا مبينا و فقد سيادته وهو ينسحب من منطقة كهجليچ غير آخذين في الاعتبار أن حربا معقدة كهذه تدار بالعقل قبل السلاح في ظل التقاطعات السياسية حتى بين الذين يحلقون في ذات المسار. فلابد اذن من خلق مواجهة مصالح بين الأطراف المتحالفة ضد الجيش السوداني.
لم تعد المليشيا كما كانت قبل الحرب مالا بلا حساب وصرفا بلا اسباب، فقد جفت مواردها لدرجة انها تعاني في الصرف على مرتزقتها، بعد أن أصبحت كل الأنظار تتجه نحو حلفائها مما يجعل المعالجات المالية بدرجة من الصعوبة.
إذا ما توقف ضخ البترول أو تم الايقاف سيكون من الصعوبة تشغيل الخط الذي سيؤثر على اقتصاد جوبا. وسيخسر السودان حق مرور النفط في أراضيه. فكان لابد من فزلكة سياسية تجعل سلفا في حالة كش ملك ليعيد ترتيب اوراقه أما أن يصطف مع المليشيا ضد مصالحه أو أن يحمل السلاح ويدافع عن مصالحه وبالتالي يتم تحييده أو ضمه بيكون حليفا للجيش حفاظا على مصالحه.
ولطالما أن البترول الجنوب سوداني يمر بالمصفاة ومنها الى ميناء عثمان دقنة فهو إذن تحت سيطرة حكومة السودان التي لم تفقد سيادتها كما يتصورها البعض.
اللعبة السياسية تقول ان الحل السياسي لابد ان يكون حلا شاملا حتى لما قبل هذه الحرب طالما أنها قد وقعت فعلا، فما مغذى ان تحل مشكلة الدعم السريع في المنطقة ونترك المشكلة الرئيسية التي كانت سببا في المشاركة أو دعم المليشيا.
هذا النموذج طبق ويطبق في مناطق الصراعات القائمة أصلا للوصول الى حلول جذرية لكل مشاكل وعثرات السودان.






