أمننا الغذائي (1)
بعيدا عن أحاديث السياسة المحضة، و ليست بمنأى عنها، لأنه لو لا مزالقها لكنا آمنين غذائيا و بيئيا وصحيا و تعليميا، فليتنا نضع نقطة في بحر الأمن الغذائي لنعلم اولا ما هو الامن الغذائي ومن المسئول عنه وكيف لنا تحقيقه؟
و لطالما كان الوعي مطلبا لكل جميل، فلنملأ الكتب و الزوايا و الأعمدة و كل الأسافبر، بآيات الامن الغذائي لتكون شموعا تضيء، و تلهم المحبط العطاء، و تكسي الجدب خضرة و نماء.
و لو فهم الساسة أن تحقيق الأمن الغذائي هو البوابة التي يعبرون بها معززين مكرمين عند الله و الشعب، لعملوا لأجلها، لأن ما دون ذلك ما له إلا وجهان، الأول، جهالة من يدعي القيادة، أو تفاهته إن فهم وما اكترث.
هل يعقل أن يجوع شعب تجري من تحته الأنهار التي جعلت فرعون يظن أنه إلاها كلما سمع خريرها؟، أو يجوع شعب أرضه بكر ولود، تمتد حد بصر أهلها اجمعين وتحتاج فقط، لبذرة و قطرة ماء، و سواعد شرفاء؟.
إن الدول تبنيها المجتمعات المدنية، وما على الدولة إلا سن القوانين و وضع السياسات و مراقبتها مراقبة الحريص الذي يخشى يوم أن يلاقي أعماله فردا، وليس وضع السياسات ترضية لأناس غدا تضمهم هذه الأرض المكلومة وترسل عليهم جيوشا من الدود لتحولهم إلى لاشيء.
ان تحقيق الامن الغذائي يتمثل في توفير الغذاء او توفير سبل تحقيقه. لذلك في مثل هذه الاوقات يجب ان نتجه جميعنا على كافة المستويات في التفكير في كيفية تحقيق أمننا الغذائي و الوصول الى صياغة برامج و مشروعات صغيرة لتمكين الأسر من الإنتاج لتكون اسبابا لتحقيقه والخروج من دوائر العوز و الفقر.