جرحي الوطن الجريح ٢-٢
قلت فى مقالي السابق أن من يريد درساً مجانياً فى الوطنية عليه بزيارة جرحي ومصابي معركة الكرامة ، وللتاريخ ليسوا جرحي ومصابي معركة الكرامة فقط هم من يقدمون لنا درساً فى الوطنية ولكن كل من تزيأ بالزي العسكري وحمل السلاح مدافعاً عن تراب هذا الوطن يعطينا درساً مجانياً فى الوطنية ، فقد زرت وانا طالبة بالمرحلة الجامعية السلاح الطبي بأم د رمان ووجدت شباباً فى ريعان الصبا قد استلقوا على الفراش الأبيض منهم من بترت بعض اعضائه ومنهم من اصيب بعاهة مستديمة ولكنهم رغم ذلك يتقبلون الأمر بصدر رحب يضحكون ويبتسمون فى وجه الزوار وهذه الابتسامة هي ذاتها التى وجدتها بعد عشرات السنين فى السلاح الطبي عطبرة وكأن التاريخ يعيد نفسه وذلك إبان زيارتنا لجرحي معركة الكرامة السبت الماضي ضمن برنامج زيارات نظمته مبادرة القومة ليك ياوطنى بالتعاون مع رابطة الاعلاميين الوافدين لولاية الخرطوم .
ولأن التاريخ لايعاد نقول أن الجرعات التدريبية التى يتلقاها الضباط وضباط الصف والجنود تظل هي ذاتها لاتتغير رغم تغير الأشخاص وإختلاف الأحداث ، إذن حب الوطن والدفاع عنه غرس يغرس فى نفوس هؤلاء النفر الكريم ويكبر وينمو حتى يجري حب الوطن مجري الدم فى عروقهم وتصبح ارواحهم رخيصة امام الدفاع عنه .
وطنى الذي ينزف بسبب طمع بعض ابنائه فى السلطة وبعضهم فى الثروة له أن يفخر ويفاخر بأن له ابناء ورجالا منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر لم ولن يخونوا قسماً أدوه للدفاع عن ترابه حتى ولو أدي ذلك للتضحية بأرواحهم .
عاجل الشفاء لجرحي ومصابي معركة الكرامة وتقبل الله الشهداء واسكنهم فسيح جناته وسدد الله رمي من يقفون دفاعاً عن الأرض والعرض ، ومهما حاولت أن اكتب فلن افي الجرحي حقهم فى حسن الاستقبال وتقبل قضاء الله ولا أنسي أسرهم التى كانت تقف معهم وتقدم لهم كامل الدعم مع كامل الرضا بأقدار الله (وياهو دا السودان ) الذي نريد
سودان ترابه أغلى مافيه وإنسانه شامخ مرفوع الرأس
جدودنا زمان وصونا على الوطن
على التراب الغالي الما ليهو تمن
هذه الكلمات كنا نسمعها ونرددها الآن فقط عرف الجميع معناها وليس هناك أغلي من الوطن .