جرحي الوطن الجريح
من لم يقم بزيارة جرحي ومصابي معركة الكرامة عليه أن يفكر فى ذلك حتى يأخذ درساً فى الوطنية والإنتماء لتراب هذا الوطن قبل أن يقدم دعمه المادي او المعنوي لهولاء الجرحي .
كنت هناك فى مؤسسة مذ أن تأسست وهي تعنى بمصابي القوات المسلحة ، هذه المؤسسة التى تقدم خدماتها دون كلل او ملل وقد تضاعفت عليها الاعباء اضعافاً مضاعفة منذ انطلاقة الرصاصة الأولى لحرب الخامس عشر من أبريل ، كنت هناك فى عطبرة قبل أيام ونحن نقوم بالتنسيق لزيارة الجرحي وقد وجدنا كل الحفاوة والترحاب حتى أننى شعرت بالخجل من نفسي أن لماذا تأخرنا كل هذا الوقت ، كان الحديث واضحاً فى أن هذه المؤسسة ترحب بكل القادمين اليها ليس لأن هناك نقص او قصور او حوجة ولكن مبعث الترحاب أن مثل هذه الزيارات لها أثرها المعنوي لدي المصابين وأسرهم إذ تشعرهم بأن ماقدموه لم يذهب أدراج الرياح ولكن كل المجتمع يقدر هذه التضحيات الجسام هذا لمن اصيب او فقد طرفاً من أطرافه وسيزوال حياته بعد ذلك مهما كانت الصعوبات فما بالك بمن قدم روحه فداءً لتراب هذا الوطن الجريح .
اليوم كنت هناك للمرة الثانية برفقة زملائي فى رابطة الإعلاميين الوافدين لولاية نهر النيل وبمعية مبادرة القومة ليك ياوطنى والتى عقدت معها شراكة نحسبها شراكة ذكية إذ أن لرابطة الاعلاميين الوافدين منصاتها التى تبث من خلالها كل الأنشطة التى تشارك فيها وللمبادرة دعوماتها التى تقدمها للجرحي وقد حالف التوفيق ضربة البداية لمشروع هذه الشراكة ، وإن كان لابد لى من تقديم صوت شكر سيكون لعضو مبادرة القومة ليك ياوطنى احمد عواد الرشايدى الذي قدم دعمه المادي ومع ذلك كان حضوراً فى الموعد ليقول لنا أن القومة ليك ياوطني وطن يسع الجميع دون انتماء وأن السودان للسودانيين شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، وبهذه الزيارة يتحقق الشعار الذي كتب على لافتة برنامج الزيارة ( كلنا له فداء)