مقالات

القاهرة مواقف ثابتة ودعم لا محدود للسودان  

بقلم : علي يوسف تبيدي 

القاهرة مواقف ثابتة ودعم لا محدود للسودان  

بعد مرور عامين على الحرب في السودان وبكل ما يحيط بها من تداعيات وتقلبات وتقاطعات وتضارب في المصالح على مختلف الأصعدة ، أثبتت فيها القاهرة موقفها الداعم للسودان ومؤوسساته الرسمية والشرعية ، وقدرتها على لعب دور رائد في توفير المساندة اللازمة لافشال كل المؤامرات والمخططات وذلك لاعتبارات كثيرة تبدأ بالعمق الاستراتيجي والتأريخي والعلاقات الأخوية ولا تنتهي بالمصير الواحد لشعبي الدولتين ، لكل ذلك تعد مصر الداعم الأول للسودان بلا شروط أو مطامع كما تفعل بقية الدول المتكالبة على البلاد ، وتتميز العلاقة بين البلدين بتنسيق عالي المستوى وتفاهمات تقترب من درجة التكامل في كل القضايا.

قبل يومين تسلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان رسالة خطية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، تتضمن دعوة رسمية لزيارة جمهورية مصر العربية خلال الفترة القادمة ، كما تتضمن التأكيد على دعم ومساندة مصر للسودان في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها ، نقلها له سفير مصر بالسودان هاني صلاح وقبلها بأيام زار مدير المخابرات العامة المصري حسن محمود رشاد بورتسودان والتقى برئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، في زيارة وصفت بالمهمة سيما وأنها كانت قبل أيام من مؤتمر لندن الذي انتهت أعماله دون حدوث اختراق أو اتفاق بين الفاعلين فيه ،

وذكرت مصادر وقتها أن قائد الجيش ، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، نقل إلى مدير المخابرات المصرية ، حسن محمود رشاد، الذي زار بورتسودان ، تطمينات بشأن تأمين الولاية الشمالية والحدود ، وأكدت المصادر أن المسؤول الأمني المصري الرفيع أعرب خلال اللقاء عن قلق بلاده إزاء تصاعد الهجمات على الولاية المجاورة، مؤكدًا دعم الأجهزة الأمنية المصرية لنظيرتها السودانية ، وكان رشاد بحث مع رئيس مجلس السيادة سبل استعادة الاستقرار والعمل المشترك لإنهاء الحرب بما يحفظ سلامة ووحدة السودان،كما نقل رشاد رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى البرهان ، وحسب إفادة مجلس السيادة السوداني ، فإن الرسالة تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة.

السفير هاني صلاح عقب لقائه برئيس مجلس السيادة الانتقالي أوضح أن الفريق أول ركن البرهان أبدى ترحيبه بتلبية الدعوة ، مبينًا أن الجانبين السوداني والمصري سيعملان من أجل الترتيب الجيد لهذه الزيارة وأضاف ان اللقاء تطرق لتطورات الأوضاع في السودان بما في ذلك الوضع في دارفور ومؤتمر لندن حول السودان الذي عقد أمس، وأبان انه قدم تنويراً لرئيس المجلس السيادي حول مسار العلاقات الثنائية والترتيبات الجارية لعقد النسخة الثانية من ملتقى الأعمال السوداني المصري ، وقال السفير المصري أن بلاده تدعم السودان من منطلق الروابط الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين وأضاف ” نريد تحويل الأزمة التي يمر بها السودان والتي يطلق عليها العالم بأنها منسية إلى أزمة غير منسية ” مشيدا بتضحيات وصمود الشعب السوداني في هذه الأزمة وتكاتف وتعاضد أبنائه من أجل إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

وفي لقاء استبق كل ذلك جمع وزير الخارجية المصري بدر عبد ، مع علي يوسف الشريف، وزير خارجية السودان، وذلك على هامش المؤتمر الوزاري لعملية الخرطوم، صرح السفير تميم خلاف ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن عبد العاطي أكد على خصوصية العلاقات الثنائية والروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، مشدداً على وقوف مصر بجانب السودان، ودعمها لأمنه واستقراره ومؤسساته الوطنية ووحدة وسلامة وسيادة الأراضي السودانية، كما تناول الجانبان المستجدات الأخيرة في السودان الشقيق وجهود استعادة الاستقرار وإحلال السلام في كافة أنحاء البلاد.

وفي خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين القاهرة والخرطوم ، أعلنت جمهورية مصر العربية سعيها الجاد لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار السودان، وذلك بمشاركة مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية ، إضافة إلى عقد ملتقى خاص برجال الأعمال المصريين والسودانيين في شهر يوليو المقبل، وجاء الإعلان خلال لقاء جمع وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان، الدكتور جبريل إبراهيم، بسفير جمهورية مصر لدى السودان ، السفير هاني صلاح، بمقر وزارة المالية في الخرطوم، حيث أكد الوزير السوداني أهمية تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتواصل المستمر مع مصر بما يخدم المصالح العليا للبلدين الشقيقين، وقدّم د. جبريل شرحاً وافياً للجهود المبذولة من الحكومة السودانية في سبيل رفع الإيرادات العامة وتحسين الميزان التجاري ، مشدداً على التوجه الاستراتيجي نحو تطوير الإنتاج الزراعي ، كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني، لضمان الاستقرار المالي والتنموي، كما استعرض الوزير أولويات الحكومة السودانية في ملف إعادة الإعمار ، مشيراً إلى أن الرؤية الموضوعة تشمل النهوض بالبنية التحتية على مختلف المستويات، مثل الطرق القومية ، والسكك الحديدية، الموانئ ، والمطارات ، بالإضافة إلى مشاريع شبكات الكهرباء ومياه الشرب ، مع التركيز على تحسين منظومة الخدمات الصحية

من جانبه ، كشف السفير المصري هاني صلاح عن ترتيبات جارية لعقد ملتقى خاص برجال الأعمال خلال شهر يوليو المقبل ، يتم خلاله بحث الفرص الاستثمارية في السودان وإمكانية الشراكة في مشاريع إعادة الإعمار

وأكد السفير أن بلاده تنسق مع وزارة الخارجية السودانية لتشكيل فريق عمل مشترك لدراسة القطاعات ذات الأولوية ، بما يسهم في تحضير شامل ومهني لعقد مؤتمر دولي في القاهرة لإعادة إعمار السودان ، بمشاركة المؤسسات الدولية وشركاء التنمية من الدول والمنظمات الكبرى، وقد اتفق الطرفان على ضرورة توسيع قاعدة التبادل التجاري بين البلدين، بما يسهم في خلق فرص اقتصادية أوسع وتحقيق المصالح المشتركة، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان جراء الحرب وتداعياتها على القطاعات الحيوية

وتسعى القاهرة من خلال هذه المبادرة إلى تأكيد التزامها بدورها الإقليمي الداعم للاستقرار ، خصوصاً في السودان الذي تربطه بمصر علاقات جغرافية وإنسانية ومصيرية راسخة ، ويحمل المؤتمر المرتقب آمالاً كبيرة للسودانيين في إحياء قطاعاتهم المنهكة وتوفير التمويل اللازم لمشاريع الإعمار والتنمية المستدامة ، وسط إشادة مراقبين بخطوة مصر التي قد تفتح الباب أمام تدفقات مالية دولية وإقليمية لمساعدة السودان على تجاوز محنته.

يقين برس

صحيفة الكترونية تهتم بالشأن السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى